وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والطمس : مسخ شواهد العين بإزالة سوادها وبياضها أو اختلاطهما وهو العمى أو العور ويقال : طريق مطموسة إذا لم تكن فيها آثار السائرين ليقفوها السائر . وحرف الاستعلاء للدلالة على تمكن الطمس وإلا فإن طمس يتعدى بنفسه .
والاستباق : افتعال من السبق والافتعال دال على التكلف والاجتهاد في الفعل أي فبادروا .
والصراط : الطريق الذي يمشى فيه وتعدية فعل الاستباق إليه على حذف ( إلى ) بطريقة الحذف والإيصال قال الشاعر وهو من شواهد الكتاب : .
" تمرون الديار ولم تعوجوا أراد : تمرون على الديار .
أو على تضمين ( استبقوا ) معنى ابتدروا أي ابتدروا الصراط متسابقين أي مسرعين لما دهمهم رجاء أن يصلوا إلى بيوتهم قبل أن يهلكوا فلم يبصروا الطريق . وتقدم قوله تعالى ( إنا ذهبنا نستبق ) في سورة يوسف .
و ( أنى ) استفهام بمعنى ( كيف ) وهو مستعمل في الإنكار أي لا يبصرون وقد طمست أعينهم أي لو شئنا لعجلنا لهم عقوبة في الدنيا يرتدعون بها فيقلعوا عن إشراكهم .
والمسخ : تصيير جسم الإنسان في صورة جسم من غير نوعه وقد تقدم القول فيه عند قوله تعالى ( فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) في سورة البقرة .
وعن ابن عباس أن الممسوخ لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام وعليه فلا شيء من الأشياء الموجودة الآن ببقية مسخ .
A E والمكانة : تأنيث المكان على تأويله بالبقعة كما قالوا : مقام ومقامة ودار ودارة أي لو نشاء لمسخنا الكافرين في الدنيا في مكانهم الذي أظهروا فيه التكذيب بالرسل فما استطاعوا انصرافا إلى ما خرجوا إليه ولا رجوعا إلى ما أتوا منه بل لزموا مكانهم لزوال العقل الإنساني منهم بسبب المسخ .
وكان مقتضى المقابلة أن يقال : ولا رجوعا ولكن عدل إلى ( ولا يرجعون ) لرعاية الفاصلة فجعل قوله ( ولا يرجعون ) عطفا على جملة ( ما استطاعوا ) وليس عطفا على ( مضيا ) لأن فعل استطاع لا ينصب الجمل . والتقدير : فما مضوا ولا رجعوا فجعلنا لهم العذاب في الدنيا قبل الآخرة وأرحنا منهم المؤمنين وتركناهم عبرة وموعظة لمن بعدهم .
( ومن نعمره ننكسه في الخلق ألا تعقلون [ 68 ] ) قد يلوح في بادئ الرأي أن موقع هذه الآية كالغريب عن السياق قيظن ظان أنها كلام مستأنف انتقل به غرض الحديث عن المشركين وأحوالهم والإملاء لهم إلى التذكير بأمر عجيب من صنع الله حتى يخال أن الذي اقتضى وقوع هذه الآية في هذا الموقع أنها نزلت في تباع نزول الآيات قبلها لسبب اقتضى نزولها . فجعل كثير من المفسرين موقعها موقع الاستدلال على أن قدرة الله تعالى لا يستصعب عليها طمس أعينهم ولا مسخهم كما غير خلقة المعمرين من قوله إلى ضعف فيكون قياس تقريب من قبيل ما يسمى في أصول الفقه بالقياس الخفي وبالأدون فيكون معطوفا على علة مقدرة في الكلام كأنه قيل : لو نشاء لطمسنا الخ لأنا قادرون على قلب الأحوال ألا يرون كيف نقلب خلق الإنسان فنجعله على غير ما خلقناه أولا . وبعد هذا كله فموقع أو العطف غير شديد الانتظام .
وجعلها بعض المفسرين واقعة موقع الاستدلال على المكان البعيد أي أن الذي قدر على تغيير خلقهم من شباب إلى هرم قادر على أن يبعثهم بعد الموت فهو أيضا قياس تقريب بالخفي وبالأدون .
ومنهم من تكلم عليها معرضا عما قبلها فتكلموا على معناها وما فيها من العبرة ولم يبينوا وجه اتصالها بما قبلها .
ومنهم من جعلها لقطع معذرة المشركين في ذلك اليوم أن يقولوا : ما لبثنا في الدنيا إلا عمرا قليلا ولو عمرنا طويلا لما كان منا تقصير وهو بعيد عن مقتضى قوله ( ننكسه في الخلق ) . وكل هذا التفاسير تحوم حول جعل الخلق بالمعنى المصدري أي في خلقته أو في أثر خلقه .
وكل هذه التفسيرات بعيد عن نظم الكلام فالذي يظهر أن الذي دفع المفسرين إلى ذلك هو ما ألفه الناس من إطلاق التعمير على طول عمر المعمر فلما تأوله بهذا المعنى ألحقوا تأويل ( ننكسه في الخلق ) على ما يناسب ذلك