وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن كلمة " امدحه " لا تعد متنافرة الحروف على أن تكريرها أحدث عليها ثقلا ما فلا يكون ذلك مثل قول امرئ القيس : .
" غدائره مستشزرات إلى العلى المجعول مثالا للتنافر فإن تنافر حروفه انجر إليه من تعاقب ثلاثة حروف : السين والشين والزاي ولولا الفصل بين السين والشين بالتاء لكان اشد تنافرا .
وموجبات التنافر كثيرة ومرجعها إلى سرعة انتقال اللسان في مخارج حروف شديد التقارب أو التباعد مع عوارض تعرض لها من صفات الحروف من : جهر وهمس أو شدة ورخو أو استعلاء واستفال أو انفتاح وانطباق أو إصمات وانذلاق . ومن حركاتها وسكناتها وليس لذلك ضابط مطرد ولا كنه مما يرجع فيه إلى ذوق الفصحاء . وقد حاول أبن سنان الخفاجي إرجاعه إلى تقارب مخارج الحروف فرده أبن الأثير عليه بما لا مخلص منه .
وإذا اقتضى الحال من حق البلاغة إيثاق كلمة ذكر إذ لا يعدلها غيره فعرض من تصاريفها عارض ثقل لا يكون حق مقتضى الحال البلاغي موجبا إيرادها .
و ( أن ) تفسيرية فسرت إجمال العهد لأن العهد فيه معنى القول دون حروفه ف ( أن ) الواقعة بعد تفسيرية .
وعبادة الشيطان : عبادة ما يأمر بعبادته من الأصنام ونحوها .
وجملة ( لكم عدو مبين ) تعليل الجملة ( لا تعبدوا الشيطان ) وقد أغنت ( أن ) عن فاء السببية كما تقدم غير مرة .
A E و ( مبين ) أسم فاعل من أبان بمعنى بان للمبالغة أي عدواته واضحة ووجه وضوحها أن المرء إذ راقب عواقب الأعمال التي توسوسها له نفسه واتهمها وعرضها على وصايا الأنبياء والحكماء وجدها عواقب نحسة فوضح له أنها من الشيطان بالوسوسة وأن الذي وسوس بها عدو له لأنه لو كان ودودا لما أوقعه في الكوارث ولا يضن به الإيقاع في ذلك عن غير بصيرة لأن التكرر أمثال تلك الوسواس للمرء ولأمثاله ممن يبوح له بأحواله يدل ذلك التكرر على أنها وسواس مقصودة للإيقاع في المهالك فعلم أن المشير بها عدو ألد ولعل هذا المعنى هو المشار إليه بقوله تعالى ( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون ) .
وجملة ( وأن اعبدوني ) عطف على ( أن لا تعبدوا الشيطان ) بإعادة ( أن ) التفسيرية فهما جملتان مفسرتان لعهدين .
وعدل عن الإتيان بصيغة قصر لأن في الإتيان بهاتين الجملتين زيادة فائدة لأن من أهل الضلالة الدهريين والعاطلين فهم وإن لم يعبدوا الشيطان ولكنهم لم يعبدوا الله فكانوا خاسئين بالعهد .
والإشارة في قوله ( هذا صراط مستقيم ) للعهد المفهوم من فعل ( أعهد ) أو للمذكور في تفسيره من جملتي ( لا تعبدوا الشيطان ) ( وأن عبدوني ) أي هذا المذكور صراط مستقيم أي كالطريق القويم في الإبلاغ إلى المقصود . والتنوين للتعظيم .
وقوله تعالى ( ولقد أضل منكم جبلا كثيرا ) عطف على ( إنه لكم عدو مبين ) فعداوته واضحة بدليل التجربة فكانت علة للنهي عن عبادة ما يأمرهم بعبادتهم .
والمعنى : إن عداوته واضحة وضوح الصراط المستقيم لأنها تقررت بين الناس وشهدت بها العصور والأجيال فإنه لم يزل يضل الناس إضلالا تواتر أمره وتعذر إنكاره .
والجبل : بكسر الجيم وكسر الموحدة وتشديد اللام كما قرأه نافع وعاصم وأبو جعفر . وقرأه ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف ورويس عن يعقوب نضم الجيم وضم الباء الموحدة وتخفيف اللام . وقرأه ابن عامر وأبو بكر بضم الجيم وسكون الباء .
والجبل : الجمع العظيم وهو مشتق من الجبل بسكون الباء بمعنى الخلق . وفرع عليه توبيخهم بقلة العقول بقوله ( أفلم تكونوا تعقلون ) فالاستفهام إنكاري عن عدم كونهم يعقلون أي يدركون إذ لو كانوا يعقلون لتفطنوا إلى إيقاع الشيطان بهم في مهاوي الهلاك .
وزيادة فعل الكون للإيماء إلى أن العقل لم يتكون فيهم ولا هم كائنون به .
( هذه جهنم التي كنتم توعدون [ 63 ] اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون [ 64 ] ) إقبال على خطاب الذين عبدوا معبودات يسولها لهم الشيطان إذ تبدو لهم جهنم بحيث يشار إليها ويعرفون أنها هي جهنم التي كانوا في الدنيا ينذرون بها وتذكر لهم في الوعيد مدة الحياة . والأمر بقوله ( اصلوها ) مستعمل في الإهانة والتنكير .
و ( واصلوها ) أمر من صلي يصلى إذا استدفأ بحر النار وإطلاق الصلي على الإحراق تهكم