وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وحذف خبر ( سلام ) لنيابة المفعول المطلق وهو ( قولا ) عن الخبر لأن تقديره : سلام يقال لهم قولا من الله والذي اقتضى حذف الفعل ونيابة المصدر عنه هو استعداد المصدر لقبول التنوين الدال على التعظيم والذي اقتضى أن يكون المصدر منصوبا دون أن يؤتى به مرفوعا هو ما يشعر به النصب من كون المصدر جاء بدلا عن الفعل .
و ( من ) ابتدائية .
وتنوين ( رب ) للتعظيم ولأجل ذلك عدل عن إضافة ( رب ) إلى ضميرهم واختير في التعبير عن الذات العلية بوصف الرب لشدة مناسبته للإكرام والرضى عنهم بذكر أنهم عبدوه في الدنيا فاعترفوا بربوبيته .
( وامتازوا اليوم أيها المجرمون [ 59 ] ) يجوز أن يكون عطفا على جملة ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) ويجوز أن يعطف على ( سلام قولا ) أي ويقال : امتازوا اليوم أيها المجرمون على الضد مما يقال لأصحاب الجنة . والتقدير : سلام يقال لأهل الجنة قولا ويقال للمجرمين : امتازوا فتكون من توزيع الخاطبين في مقام واحد كقوله تعالى ( يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك ) .
وامتاز مطاوع مازه إذا أفرده عما مختلطا معه وجه الأمر إليهم بأن يمتازوا مبالغة في الإسراع بحصول الميز لأن هذا الأمر تكوين فعبر عن معنى . فيكون الميز بصوغ الأمر من مادة المطاوعة فإن قولك : لتنكسر الزجاجة أشد في الإسراع بحصول الكسر فيها من أن تقول : اكسروا الزجاجة . والمراد : امتيازهم بالابتعاد عن الجنة وذلك بأن يصيروا إلى النار فيؤول إلى معنى : ادخلوا النار .
A E وهذا يقتضي أنهم كانوا في المحشر ينتظرون ماذا يفعل بهم كما أشرنا إليه عند قوله تعالى آنفا ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) فلما حكي ما فيه أصحاب الجنة من النعيم حين يقال لأصحاب النار ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ) حكي ذلك ثم قيل للمشركين ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) .
وتكرير كلمة ( اليوم ) ثلاث مرات في هذه الحكاية للتعريض بالمخاطبين فيه وهم الكفار الذين كانوا يجحدون وقوع ذلك اليوم مع تأكيد ذكره على أسماعهم بقوله ( فاليوم لا تظلم نفس ) وقوله ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل ) وقوله ( امتازوا اليوم أيها المجرمون ) .
ونداؤهم بعنوان : و ( المجرمون ) للإيماء إلى علة ميزهم عن أهل الجنة بأنهم مجرمون فاللام في ( المجرمون ) موصولة أي أيها الذين أجرموا .
( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين [ 60 ] وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم [ 61 ] ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون [ 62 ] ) إقبال على جميع البشر الذي جمعهم المحشر غير أهل الجنة الذين عجلوا إلى الجنة فيشمل هذا جميع أهل الضلالة من مشركين وغيرهم ولعله شامل لأهل الأعراف وهو إشهاد على المشركين وتوبيخ لهم .
والاستفهام تقريري وخطبوا بعنوان ( بني آدم ) لأن مقام التوبيخ على عبادتهم الشيطان يقتضي تذكيرهم بأنهم أبناء الذي جعله الشيطان عدوا له كقول النابغة : .
لئن كان للقبرين قبر بجلق ... وقبر بصيدا الذي عند حارب .
وللحارث الجفني سيد قومه ... ليلتمس بالجيش دار المحارب يعني بلاد من حارب أصوله .
والعهد : الوصاية ووصاية الله آدم بألا يعبدوا الشيطان هي ما تقرر واشتهر في الأمم بما جاء به الرسل في العصور الماضية فلا يسع إنكاره . وبهذا الاعتبار صح الإنكار عليهم في حالهم الشبيه بحال من يجحد هذا العهد .
واعلم أن في قوله تعالى ( أعهد ) تولي العين والهاء حرفان متقاربا المخرج من حروف الحلق إلا أن تواليهما لم يحدث ثقلا في النطق بالكلمة ينافي الفصاحة بموجب تنافر الحروف لأن انتقال النطق في مخرج العين من وسط الحلق إلى مخرج الهاء من أقصى الحلق خفف النطق بهما وكذلك الانتقال من سكون إلى حركة زاد ذلك خفة . ومثله قوله تعالى ( وسبحه ) المشتمل على حاء وهي من وسط الحلق وهاء وهي من أقصاه إلا أن الأولى ساكنة والثانية متحركة وهما متقاربا المخرج ولا يعد هذا من تنافر الحروف ومثل له بقول أبي تمام : .
كريم متى أمدحه ... معي وإذا ما لمته لمته وحدي