وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والضلال قرأه الجمهور بوزن فعال بكسر أوله على جمع ظل أي ظل الجنات . وقرأه حمزة والكسائي وخلف ( ظلل ) بضم الظاء وفتح اللام جمع " ظلة " وهي ما يظل كالقباب .
وجمع الظلال على القراءتين لأجل مقابلته بالجمع وهم أصحاب الجنة فكل منهم في ظل أو في ظلة .
والأرائك : جمع أريكة والأريكة : اسم لمجموع السرير والحجلة فإذا كان السرير في الحجلة سمي الجميع أريكة . وهذا من الكلمات الدالة على شيء مركب من شيئين مثل المائدة اسم للخوان الذي عليه طعام .
والاتكاء : هيئة بين الاضطجاع والجلوس وهو اضطجاع على جنب دون وضع الرأس والكتف على الفراش . وهو افتعال من وكأ المهموز إذا اعتمد أبدلت واوه تاء كما أبدلت في : تجاه وتراث وأخذ منه فعل اتكاء لأن المتكئ يشد قعدته ويرسخها بضرب من الاضطجاع . والاسم منه التكأة بوزن همزة وهو جلوس المتطلب للراحة والإطالة وهو جلسة أهل الرفاهية وقد تقدم عند قوله تعالى ( وأعتدت لهن متكأ ) في سورة يوسف . وكان المترفهون من الأمم المتحضرة يأكلون متكئين كان ذلك عادة سادة الفرس والروم ومن يتشبه بهم من العرب ولذا قال النبي A ( أما أنا فلا آكل متكئا ) وذلك لأن الاتكاء يعين على امتداد المعدة فتقبل زيادة الطعام ولذلك كان الاتكاء في الطعام مكروها للإفراط في الرفاهية .
A E وأما الاتكاء في غير حال الأكل فقد اتكأ النبي A في مجلسه كما في حديث صمام بن ثعلبة وافد بني سعد بن بكر : أنه دخل المسجد فسأل عن النبي A فقيل له " هو ذلك الأزهر المتكئ " .
والفاكهة : ما يؤكل للتلذذ لا للشبع كالثمار النقول وإنما خصت بالذكر لأنها عزيزة النوال للناس في الدنيا ولأنها استجلبها ذكر الاتكاء لأن شأن المتكئين أن يشتغلوا بتناول الفواكه .
ثم عمم ما أعد لهم بقوله ( ولهم ما يدعون ) و ( يدعون ) يجوز أن يكون متصرفا من الدعاء أو من الادعاء أي ما يدعون إليه أو ما يدعون في أنفسهم أنه لهم بإلهام إلهي . وصيغ له وزن الافتعال للمبالغة فوزن " يدعون " يفتعلون . أصله يدتعيون نقلت حركة الياء إلى العين طلبا للتخفيف لأن الضم على الياء ثقيل يعد حذف حركة العين فبقيت الياء ساكنة وبعدها واو الجماعة لأنه مفيد معنى الإسناد إلى الجمع .
وهذا الافتعال لك أن تجعله من ( دعاء ) والافتعال هنا يجعل فعل ( دعاء ) قاصرا فينبغي تعليق مجرور به . والتقدير : ما يدعون لأنفسهم كقول لبيد : .
" فاشتوى ليلة ريح واجتمل اشتوى إذا شوى لنفسه واجتمل إذا جمل لنفسه أي جمع الجميل وهو الشحم المذاب وهو الإهالة .
وإن جعلته من الادعاء فمعناه : أنهم يدعون ذلك حقا لهم أي تتحدث أنفسهم بذلك فيؤول إلى معنى : ويتمنون في أنفسهم دون احتياج إلى أن يسألوا بالقول فلذلك قيل معنى " يدعون " يتمنون . يقال : ادع علي ما شئت أي تمن علي وفلان في خير ما ادعى أي في خير ما يتمنى ومنه قوله تعالى ( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ) في سورة فصلت .
( سلام قولا من رب رحيم [ 58 ] ) استئناف قطع عن أن يعطف على ما قبله للاهتمام بمضمونه وهو الدلالة على الكرامة والعناية بأهل الجنة من جانب القدس إذ يوجه إليهم سلام الله بكلام يعرفون أنه قول من الله : إما بواسطة الملائكة وإما بخلق أصوات يوقنون بأنها مجعولة لأجل إسماعهم كما سمع موسى كلام الله حين ناداه من جانب الطور من الشجرة فبعد أن أخبر بما حباهم به من النعيم مشيرا إلى أصول أصنافه أخبر بأن لهم ما هو أسمى وأعلى وهو التكريم بالتسليم عليهم قال تعالى ( ورضوان من الله أكبر ) .
و ( سلام ) مرفوع في جمع القراءات المشهورة . وهو مبتدأ وتنكيره للتعظيم . ورفعه للدلالة على الدوام والتحقيق فإن أصله النصب على المفعولية المطلقة نيابة عن الفعل مثل قوله ( قالوا سلاما ) . فلما أريدت الدلالة على الدوام جيء به مرفوعا مثل قوله ( قال سلام ) وقد تقدم بيان ذلك عند قوله تعالى ( الحمد لله رب العالمين )