وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ الجمهور بنصب ( صيحة ) . وقراه أبو جعفر بالرفع إلى أن " كان " تامة وتقدم نظيره في أوائل السورة .
( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون [ 54 ] ) إن كان قوله تعالى ( هذا ما وعد الرحمان ) حكاية لكلام الكفار يوم البعث كان هذا كلاما من قبل الله تعالى بواسطة الملائكة وكانت الفاء في قوله ( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ) فاء فصيحة وهي التي تفصح وتنبئ عن كلام مقدر نشأ عن قوله ( فإذا هم جميع لدينا محضرون ) فهو خطاب للذين قالوا ( من بعثنا من مرقدنا ) . والمعنى : فقد أيقنتم أن وعد الله حق وأن الرسل صدقوا فاليوم يوم الجزاء كما كان الرسل ينذرونكم .
وإن كان قوله ( هذا ما وعد الرحمان ) من كلام الملائكة كانت الفاء تفريعا عليه وكانت جملة ( إن كانت إلا صيحة واحدة ) الخ معترضة بين المفرع والمفرع علبه .
و ( اليوم ) ظرف وتعريفه للعهد وهو عهد حضور يعني يوم الجزاء . وفائدة ذكر التنويه بذلك اليوم بأنه يوم العدل .
وأشعر قوله ( لا تظلم نفس شيئا ) بالتعريض بأنهم سيلقون جزاء قاسيا لكنه عادل لا ظلم فيه لأن نفي الظلم يشعر بأن الجزاء مما يخال أنه متجاوز معادلة الجريمة وهو معنى ( ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون ) أي إلا على وفاق ما كنتم تعملون وعلى مقداره . وانتصب ( شيئا ) على المفعول المطلق أي شيئا من الظلم .
A E ووقوع ( نفس ) و ( شيئا ) وهما نكرتان في سياق النفي يعم انتفاء كل ذلك عن كل نفس وانتفاء كل شيء من حقيقة الظلم وذلك يعم جميع الأنفس . . ولكن المقصود أنفس المعاقبين أي أن جزاءهم على حسب سيئاتهم جزاء عادل . وإذ قد كان تقديره من الله تعالى وهو العليم بكل شيء كانت حقيقة العدل محققة في مقدار جزائهم إذ كل عدل غير عدل الله معرض للزيادة والنقصان في نفس الأمر ولكنه يجري على حسب اجتهاد الحاكمين والله لم يكلف الحاكم إلا ببذل جهده في إصابة الحق ولهذا قال النبي A " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد " .
( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون [ 55 ] هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون [ 56 ] لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون [ 57 ] ) هذا من كلام الذي يلقى من الملائكة والجملة مستأنفة وهذا مما يقال لمن حق عليهم العذاب إعلاما لهم بنزول مرتبتهم عن مراتب أهل الجنة إعلانا بالحقائق لأن ذلك عالم الحقائق وإدخالا للندامة عليهم على ما فرطوا فيه من طلب الفوز في الآخرة .
وهذا يؤذن بأن أهل الجنة عجل بهم إلى النعيم قبل أن يبعث إلى النار أهلها وأن أهل الجنة غير حاضرين ذلك المحضر .
وتعريف ( اليوم ) للعهد كما تقدم . وفائدة ذكر الظرف وهو ( اليوم ) التنويه بذلك اليوم بأنه يوم الفضل على المؤمنين المتقين .
والشغل : مصدر شغله إذا ألهاه . يقال : شغله بكذا عن كذا فاشتغل به . والظرفية مجازية جعل تلبسهم بالشغل كأنهم مظروفون فيه أي أحاط بهم شغل عن مشاهدة موقف أهل العذاب صرفهم الله عن منظر المزعجات لأن مشاهدتها لا تخلو من انقباض النفوس ولكون هذا هو المقصود عدل عن ذكر ما يشغلهم إذ لا غرض في ذكره فقوله ( في شغل ) خبر ( إن ) و ( فاكهون ) خبر ثان .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب ( شغل ) بضم فسكون . وقرأه الباقون بضمتين وهما لغتان فيه .
والفاكه : ذو الفكاهة بضم الفاء وهي المزاح بالكلام المسر والمضحك وهي اسم مصدر : فكه بكسر الكاف إذا مزح وسر . وعن بعض اللغة : أنه لم يسمع له فعل من الثلاثي وكأنه يعني قلة استعماله وأما الأفعال غير الثلاثية من هذه المادة فقد جاء في المثل : لا تفاكه أمه ولا تبل على أكمه وقال تعالى ( فظلتم تفكهون ) .
وقرأ الجمهور ( فاكهون ) بصيغة اسم الفاعل . وقرأه أبو جعفر بدون ألف بصيغة مثال المبالغة .
وجملة ( هم وأزواجهم في ظلال ) إلى آخرها واقعة موقع البيان لجملة ( إن أصحاب الجنة ) الخ . والمراد بأزواجهم : الأزواج اللاتي أعدت لهم في الجنة . ومنهن من كن أزواجا لهم في الدنيا إن كن غير ممنوعات من الجنة قال تعالى ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم )