وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقن [ 48 ] ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون [ 49 ] فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون [ 50 ] ) ذكر عقب استهزائهم بالمؤمنين لما منعوهم الإنفاق بعلة أن الله لو شاء لأطعمهم استهزاء آخر بالمؤمنين في تهديدهم المشركين بعذاب يحل بهم فكانوا يسألونهم هذا الوعد استهزاء بهم بقرينة قوله ( إن كنتم صادقين ) فالاستفهام مستعمل كناية عن التهكم والتكذيب .
وأطلق الوعد على الإنذار والتهديد بالشر لأن الوعد أعم ويتعين للخير والشر بالقرينة .
واسم الإشارة للوعد مستعمل في الاستخفاف بوعد العذاب كما في قول قيس ابن الخيطم : .
متى يأت هذا الموت لا يلف حاجة ... لنفسي إلا قد قضيت قضاءها وإذا قد كان استهزاؤهم هذا يسوء المسلمين أعلم الله رسوله A والمؤمنين بأن الوعد واقع لا محالة وأنهم ما ينتظرون إلا صيحة تأخذهم فلا يفلتون من أخذتها .
وقوله ( ولا إلى أهلهم يرجعون ) يجوز أن تكون عطفا على ( توصية ) أي لا يستطيعون الرجوع إلى أهلهم كشأن الذي يفاجئه ذعر فيبادر بافتقاد حال أهله من ذلك .
A E ويجوز أن يكون عطفا على جملة ( لا يستطيعون ) فيكون مما شمله التفريع بالفاء أي فلا يرجعون إلى أهلهم أي هم هالكون على الاحتمالين إلا أنه على احتمال أن يراد صيحة الحرب يخصص ضمير " يرجعون " بكبراء قريش الذين هلكوا يوم بدر لأنهم هم المتولون كبر التكذيب والعناد أو الذين أكملوا بالهلاك يوم الفتح مثل عبد الله بن خطل الذي قتل يوم الفتح .
( ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون [ 51 ] ) يجوز أن تكون الواو للحال والجملة موضع الحال أي ما ينظرون إلا صيحة واحدة وقد نفخ في الصور الخ . . ويجوز أن تكون الواو اعتراضية وهذا الاعتراض واقع بين جملة ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة ) الخ . . وجملة ( ولو نشاء لطمسنا ) .
والمقصود : وعظهم بالبعث الذي أنكروه وبما وراءه .
والماضي مستعمل في تحقق الوقوع مثل ( أتى أمر الله ) . والمعنى : وينفخ في الصور أي وينفخ نافخ في الصور وهو الملك الموكل به وأسمه إسرافيل . وهذه النفخة الثانية التي في قوله تعالى ( ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) .
و ( إذا ) للمفاجأة وهي حصول مضمون الجملة التي بعدها سريعا وبدون تهيؤ . وضمير ( هم ) عائد إلى ما عادت إليه الضمائر السابقة . ويجوز أن يعود إلى معلوم من المقام أي فإذا الناس كلهم ومنهم المتحدث عنهم .
والأجداث : جمع جدث بالتحريك وهو القبر .
و ( ينسلون ) يمشون مشيا سريعا . وفعله من باب ضرب وورد من باب نصر قليلا . والمصدر : النسلان على وزن الغليان لما في معنى الفعل من التقليب والاضطراب وتقدم في آخر سورة الأنبياء . وهذا يقتضي أنهم قبروا بعد الصيحة التي أخذتهم فإن كانت الصيحة الواقعة فلأجداث هي ما يعلوهم من التراب في المدة التي بين الصيحة والنفخة . وقد ورد أن بينهما أربعين سنة إذ لا يبقى بعد تلك الصيحة أحد من البشر ليدفن من هلك منهم وإن كانت الصيحة صيحة الفزع إلى القتل فالأجداث على حقيقتها مثل قليب بدر .
ومعنى ( إلى ربهم ) إلى حكم ربهم وحسابه وهو متعلق ب ( ينسلون ) .
( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون [ 52 ] ) استئناف بياني لأن وصف هذه الحال بعد حكاية إنكارهم البعث وإحالتهم إياه يثير سؤال من يسأل عن مقالهم حينما يرون حقيقة البعث .
و ( يا ويلنا ) كلمة يقولها الواقع في مصيبة أو المتحسر . والويل : سوء الحال وإنما قالوا ذلك لأنهم رأوا ما أعد لهم من العذاب عندما بعثوا . وقد تقدم عند قوله تعالى ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) في سورة البقرة .
وحكي قولهم بصيغة الماضي اتباعا لحكاية ما قبله بصيغة المضي لتحقيق الوقوع .
وحرف النداء الداخل على ( ويلنا ) للتنبيه وتنزيل الويل منزلة من يسمع فينادى ليحضر وقد تقدم عند قوله تعالى ( قالت يا ويلتا ) في سورة هود