وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و " لعل " للرجاء أي ترجى لكم رحمة الله لأنهم إذا اتقوا حذروا ما يوقع في المتقى فارتكبوا واجتنبوا وبادروا بالتوبة فيما فرط فرضي ربهم عنهم فرحمهم بالثواب وجنبهم العقاب . والكلام في " لعل " الواردة في كلام الله تعالى تقدم عند قوله تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ) في سورة البقرة .
وجواب ( إذا ) محذوف دل عليه قوله في الجملة المعطوفة ( إلا كانوا عنها معرضين ) . فالتقدير هنا : كانوا معرضين .
وجملة ( ما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ) واقعة موقع التذييل لما قبلها ففيها تعميم أحوالهم وأحوال ما يبلغونه من القرآن فكأنه قيل : وإذا لهم اتقوا أعرضوا والإعراض دأبهم في كل ما يقال لهم .
والآيات : آيات القرآن التي تنزل فيقرؤها البني A عليهم فأطلق على بلوغها إليهم فعل الإتيان . ووصفها بأنها من آيات ربهم للتنويه بالآيات والتشنيع عليهم بالإعراض عن كلام ربهم كفرا بنعمة خلقه إياهم .
و ( ما ) نافية والاستثناء من أحوال محذوفة أي ما تأتيهم آية في حال من أحوالهم إلا كانوا عنها معرضين . وجملة ( كانوا عنها معرضين ) في موضع الحال .
( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قل الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين [ 47 ] ) A E كانوا مع ما هم عليه من الكرم يشحون على فقراء المسلمين فيمنعونهم البذل تشفيا منهم فإذا سمعوا من القرآن ما فيه الأمر بالإنفاق أو سألهم فقراء المسلمين من فضول أموالهم أو أن يعطوهم ما كانوا يجعلونه لله من أموالهم الذي حكاه الله عنهم بقوله ( وجعلوا لله ماذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ) فلعل من أسلم من الفقراء سألوا المشركين ما اعتادوا يعطونهم قبل إسلامهم فيقولون أعطوا مما رزقكم الله وقد سمعوا منهم كلمات إسلامية لم يكونوا يسمعونها من قبل وربما كانوا يحاجونهم بأن الله هو الرزاق ولا يقع في الكون كائن إلا بإرادته فجعل المشركون يتعللون لمنعهم بالاستهزاء فبقولون : لا نطعم من لو يشاء الله لأطعمه وإذا كان هذا رزقناه الله فلماذا لم يرزقكم فلو شاء الله لأطعمكم كما أطعمنا . وقد يقول بعضهم ذلك جهلا فإنهم كانوا يجهلون وضع صفات الله في مواضعها كما حكى الله عنهم ( وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ) .
وإظهار الموصول من قوله ( قال الذين كفروا ) في مقام الإضمار مع أن مقتضى الظاهر أن يقال : قالوا أنطعم الخ لنكتة الإيمان إلى أن صدور هذا القول منهم إنما هو لأجل كفرهم ولأجل إيمان الذين سئل الإنفاق عليهم .
روى ابن عطية : أن النبي A أمر المشركين بالإنفاق على الساكين في شدة أصابت الناس فشح فيها الأغنياء على المساكين ومنعوهم ما كانوا يعطونهم .
واللام في قوله ( للذين آمنوا ) يجوز أن تكون لتعدية فعل القول إلى المخاطب به أي خاطبوا المؤمنين بقولهم ( أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ) ويجوز أن تكون اللام للعلة أي قال الذين كفروا لأجل الذين آمنوا أي قالوا في شأن الذين آمنوا كقوله تعالى ( الذين قالوا لإخوانهم وقعودا لو أطاعونا ) وقوله ( وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه ) أي قالوا ذلك تعلة لعدم الإنفاق على فقراء المؤمنين .
والاستفهام في ( أنطعم ) إنكاري أي لا نطعم من لو يشاء الله لأطعمهم بحسب اعتقادكم أن الله هو المطعم .
والتعبير في جوابهم بالإطعام مع أن المطلوب هو الإنفاق : إما المجرد التفنن تجنبا لإعادة اللفظ فإن الإنفاق يراد منه الإطعام وإما لأنهم سئلوا الإنفاق وهو أعم من الإطعام لأنه يشمل الإكساء والإسكان فأجابوا بإمساك الطعام وهو أيسر أنواع الإنفاق ولأنهم كانوا يعيرون من يشح بإطعام الطعام وإذا منعوا المؤمنين الطعام كان منعهم ما هو فوقه أحرى .
وجملة ( إن أنتم إلا في ضلال مبين ) من قول المشركين يخاطبون المؤمنين أي ما أنتم في قولكم ( أنفقوا مما رزقكم الله ) وما في معناه من اعتقاد أن الله متصرف في أحوالنا إلا متمكن منكم الضلال الواضح . وجعلوه ضلالا لجهلهم بصفات الله وجعلوه مبينا لأنهم يحكمون الظواهر من أسباب اكتساب المال وعدمه .
والجملة تعليل للإنكار المستفاد من الاستفهام