وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتقدير : يطلق على جعل الأشياء بقدر ونظام محكم يطلق على تحديد المقدار من شي تطلب معرفة مقداره مثل تقدير الأوقات وتقدير الكميات من الموزونات والمعدودات وكلا الإطلاقين مراد هنا . فإن الله قدر للشمس والقمر نظام سيرهما وقدر بذلك حساب الفصول السنوية والأشهر والأيام والليالي .
وعدي فعل ( قدرنا ) إلى ضمير ( القمر ) الذي هو عبارة عن ذاته وإنما التقدير لسيره ولاكن عدي التقدير إلى اسم ذاته دون ذكر المضاف مبالغة في لزوم السير له من وقت خلقه حتى كأن تقدير سيره تقدير لذاته .
وانتصب ( منازل ) على الظرفية المكانية مثل : سرت أميالا أي قدرنا سيره في منازل ينتقل بسيره فيها منزلة بعد أخرى .
و ( حتى ) ابتدائية أي ليست حرف جر فإن ما بعدها جملة . ومعنى الغاية لا يفارق ( حتى ) فآذن ما فيها من معنى الغاية بمغيا محذوف فالغاية تستلزم ابتداء شي . والتقدير : فابتداء ضوءه وأذ في الازدياد ليلة قليلة ثم أخذ في التناقص حتى عاد أي صار كالعرجون التقديم أي شبيها به .
A E وعبر عنه بهذا التشبيه إذ ليس لضوء القمر في أواخر لياليه اسم يعرف به بخلاف أول أجزاء ضوئه المسمى هلالا ولأن هذا التشبيه يماثل حالة استهلاله كما يماثل حالة انتهائه .
و ( عاد ) بمعنى صار شكله للرائي كالعرجون .
والعرجون : العود الذي تخرجه النخلة فيكون الثمر فيها منتهاه وهو الذي يبقى متصلا بالنخلة بعد قطع الكباسة منه وهي مجتمع أعواد التمر .
والقديم : هو البالي لأنه إذا انقطع الثمر تقوس واصفر وتضاءل فأشبه صورة ما يواجه الأرض من ضوء القمر في آخر ليالي الشهر وفي أول ليلة منه وتركيب ( عاد كالعرجون القديم ) صالح لصورة القمر في الليلة الأخيرة وهي التي يعقبها المحاق ولصورته في الليلة الأولى من الشهر هو الهلال .
وقد بسط لهم بيان سير القمر ومنازله لأنهم كانوا يتقنون علمه بخلاف سير الشمس .
( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون [ 40 ] ) لما جرى ذكر الشمس والقمر في معرض الآيات الدالة على انفراده تعالى بالخلق والتدبير وعلى صفات إلهيته التي من متعلقاتها تعلق صفة القدرة بآية الشمس وسيرها والقمر وسيره وقد سماها بعض المتكلمين صفات الأفعال وكأن الناس يعرفون تقارب الشمس والقمر فيما يراه الراءون وكانوا يقدرون سيرهما بأسمات معلمة بعلامات نجومية تسمى بروجا بالنسبة لسير الشمس وتسمى منازل بالنسبة لسير القمر وكانوا يعلمون شدة قرب المنازل القمرية من البروج الشمسية فإن كل برج تسامته منزلتان أو ثلاث منازل وبعض نجوم المنازل هي أجزاء من نجوم البروج زادهم الله عبرة وتعليما بأن للشمس سيرا لا يلاقي سير القمر وللقمر سيرا لا يلاقي سير الشمس ولا يمر أحدهما بطرائق مسير الأخر وأن ما يتراءى للناس من شدة الشمس والقمر في جو واحد وفي حجمين متقاربين وما يتراءى لهم من تقارب نجوم بروج الشمس ونجوم منازل القمر إن هو إلا من تخيلات الأبصار وتفاوت المقادير بين الأجرام والأبعاد .
فالكرة العظيمة كالشمس تبدو مقاربة لكرة القمر في المرأى و إنما ذلك من تباعد الأبعاد فأبعاد فلك الشمس تفوت أبعاد فلك القمر بمئات الملايين من الأميال حتى يلوح لنا حجم الشمس مقاربا لحجم القمر .
فبين الله أنه نظم سير الشمس والقمر على نظام يستحيل معه اتصال إحدى الكرتين بالأخرى لشدة الأبعاد بين مداريهما .
فمعنى ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ) نفي انبغاء ذلك أي نفي تأتيه لأن انبغى مطاوع بغى الذي هو بمعنى طلب فانبغى يفيد أن الشيء طلب فحصل للذي طلبه يقال : بغاه فانبغى له فإثبات الانبغاء يفيد التمكن من الشيء فلا يقتضي وجوبا ونفي الانبغاء يفيد نفي إمكانه ولذلك يكنى به عن الشيء المحظور . يقال : لا ينبغي لك كذا ففرق ما بين قولك : ينبغي أن لا تفعل كذا وبين قولك : لا ينبغي لك أن تفعل كذا قال تعالى : ( قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ) وتقدم قوله تعالى ( وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ) في سورة مريم ومنه قوله تعالى ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) في هذه السورة