وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ نافع وأبو جعفر ( الميتة ) بتشديد الياء . وقرأ الباقون بتخفيف الياء والمعنى واحد وهما سواء في الاستعمال .
والحب : اسم جمع حبة وهو بزرة النبت مثل البرة والشعيرة . وقد تقدم عند قوله تعالى ( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ) في سورة البقرة .
وإخراج الحب من الأرض : هو إخراجه من نباتها فهو جاء منها بواسطة . وهذا إدماج للامتنان في ضمن الاستدلال ولذلك فرع عليه ( فمنه يأكلون ) . وتقديم ( منه ) على ( يأكلون ) للاهتمام تنبيها على النعمة ولرعاية الفاصلة .
( وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون [ 34 ] ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرن [ 35 ] ) هذا من إحياء الأرض بإنبات الأشجار ذات الثمار وهو إحياء أعجب وأتقى وإن كان الإحياء بإنبات الزرع والكلأ أوضح دلالة لأنه سريع الحصول .
وتقدم ذكر ( الجنات ) في أول سورة الرعد .
وتفجير العيون تقدم عند قوله تعالى ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ) في سورة البقرة .
A E والثمر بفتحتين وبضمتين : ما يغله النخل والأعناب من أصناف الثمر وأصناف العنب والثمرة بمنزلة الحب للسنبل .
وقرأ الجمهور ( ثمرة ) بفتحتين . وقرأه حمزة والكسائي وخلف بضمتين .
والنخيل : اسم جمع نخل .
والأعناب جمع عنب وهو يطلق على شجرة الكرم وعلى ثمرها . وجمع النخيل والأعناب باعتبار تعدد أصناف شجره المثمر أصنافا من ثمره .
وضمير ( من ثمره ) عائد إلى المذكور أي من ثمر ما ذكرنا كقول رؤبة : .
فيها خطوط من سواد وبلق ... كأنه في الجلد توليع البهق فقيل له : هلا قلت : كأنها ؟ فقال : أردت كأن ذلك ويلك . وتقدم عند قوله تعالى ( غوان بين ذلك ) في سورة البقرة .
ويجوز أن يعود الضمير على النخيل وتترك الأعناب للعلم بأنها مثل النخيل . كقول الأزرق بن طرفة بن العمود القراطي الباهلي : .
رماني بذنب كنت منه ووالدي ... بريئا ومن أجل الطوي رماني فلم يقل : بريئين للعلم بأن والده مثله .
ويجوز أن تكون ( ما ) في قواه ( وما عملته أيديهم ) موصولة معطوفة على ( ثمره ) أي ليأكلوا من ثمر ما عملته أيديهم فيكون إدماجا للإرشاد إلى إقامة الجناة بالخدمة والسقي والتعهد ليكون ذلك أوفر لأغلالها . وضمير ( عملته ) على هذا عائد إلى اسم الموصول .
ويجوز أن يكون ( ما ) نافية والضمير عائد إلى ما ذكر من الحب والنخيل والأعناب . والمعنى : أن ذلك لم يخلقوه . وهذا أوفر في الامتنان وأنسب بسياق الآية مساق الاستدلال .
وقرأ الجمهور ( وما عملته ) بإثبات هاء الضمير عائدا إلى المذكور من الحب والنخيل والأعناب . وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف ( وما عملت ) بدون هاء وكذلك هو مرسوم في المصحف الكوفي وهو جار على حذف المفعول إن كان معلوما .
ويجوز أن يكون من حذف المفعول لإرادة العموم . والتقدير : وما عملت أيديهم شيئا من ذلك . وكلا الحذفين شائع .
وفرع عليه استفهام الإنكار لعدم شكرهم بأن اتخذوا للذي أوجد هذا الصنع العجيب أندادا .
وجيء بالمضارع مبالغة في كفرهم بأن الله حقيق بأن يكرروا شكره فكيف يستمرون على الإشراك به .
( سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون [ 36 ] ) اعتراض بين جملة ( وآية لهم الأرض ) وجملة ( وآية لهم الليل ) أثاره ذكر إحياء الأرض وإخراج الحب والشجر منها فإن ذلك أحوالا وإبداعا عجيبا يذكر بتعظيم مودع تلك الصنائع بحكمته وذلك تضمن الاستدلال بخلق الأزواج على طريقة الإدماج .
و ( سبحان ) هنا لإنشاء تنزيه الله تعالى عن أحوال المشركين تنزيها عن كل ما لا يليق بإلهيته وأعظمه الإشراك به وهو المقصود هنا .
وإجراء الموصول على الذات العلية للإيماء إلى وجه إنشاء التنزيه والتعظيم . وقد مضى الكلام على ( سبحانه ) في سورة البقرة وغيرها