وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( إنهم إليهم لا يرجعون ) بدل اشتمال من جملة ( أهلكنا ) لأن الإهلاك يشتمل على عدم الرجوع ؛ أبدل المصدر المنبسك من ( أن ) وما بعدها من معنى جملة ( كم أهلكنا قبلهم من القرون ) لأن معنى تلك الجملة كثرة افهلاك وكثرة المهلكين . وفعل الرؤية عامل في ( أنهم إليهم لا يرجعون ) بالتبعية لتسلط معنى الفعل على جملة ( كم أهلكنا ) لأن التعليق يبطل العمل في اللفظ لا في المحل .
وفائدة هذا البدل تقرير تصوير الإهلاك لزيادة التخويف ولاستحضار تلك السورة في الإهلاك أي إهلاكا لا طماعية معه للرجوع إلى الدنيا فإن ما يشتمل عليه الإهلاك من عدم الرجوع إلى الأهل والأحباب مما يزيد الحسرة اتضاحا .
و ( إليهم ) متعلق ب ( يرجعون ) وتقديمه إلى متعلقه للرعاية على الفاصلة .
وضمير ( إليهم ) عائد إلى العبادة وضمير ( أنهم ) عائد إلى ( القرون ) .
( وإن كل لما جميع لدينا محضرون [ 32 ] ) A E أرى أن عطفه على جملة ( أنهم إليهم لا يرجعون ) واقع موقع الاحتراس من توهم المخاطبين بالقرآن أن قوله ( أنهم إليهم لا يرجعون ) مؤيد اعتقادهم انتفاء البعث .
و ( إن ) يجوز أن تكون مخففة من الثقيلة والأفصح إهمالها عن العمل فيما بعدها والأكثر أن يقترن خبر الاسم بلام تسمى اللام الفارقة لأنها تفرق بين ( إن ) المخففة من الثقيلة وبين ( إن ) النافية لئلا يلتبس الخبر المؤكد بالخبر المنفي فيناقض مقصد المتكلم وعلى هذا الوجه يكون قوله ( لما ) مخفف الميم كما قرأ الجمهور ( لما جميع ) فهي مركبة من اللام الفارقة و ( ما ) الزائدة للتأكيد ويجوز أن تكون ( إن نافية بمعنى ( لا ) ويكون ( لما ) بتشديد الميم على أنها حرف استثناء بمعنى ( إلا ) تقع بعد النفي ونحوه كالقسم . وكذلك قرأ ابن عامر وحمزة وأبو جعفر . والتقدير : وما كلهم إلا محضرون لدينا .
و ( كل ) مبتدأ وتنوينه تنوين العوض عما أضيف إليه ( كل ) أي كل القرون أو كل المذكورين من القرون والمخاطبين .
و ( جميع ) اسم على وزن فعيل أي مجموع وهو ضد المتفرق . يقال : جمع أشياء كذا إذا جعلها متقاربة متصلة بعد أن كانت مشتتة ومتباعدة .
والمعنى : أن كل القرون محضرون لدينا مجتمعين أي ليس إحضارهم في أوقات مختلفة ولا في أمكنة متعددة ؛ فكلمة ( كل ) أفادت أن الإحضار محيط بهم بحيث لا ينفلت فريق منهم وكلمة ( جميع ) أفادت أنهم محضرون مجتمعين فليست إحدى الكلمتين بمغنية عن ذكر الأخرى ألا ترى أنه لو قيل : وأن أكثرهم لما جميع لدينا محضرون لما كان تناف بين ( أكثرهم ) وبين ( جميعهم ) أي أكثرهم يحضر مجتمعين ؛ فارتفع ( جميع ) على الخبرية في قراءة تخفيف ( لما ) وعل الاستثناء على قراءة تشديد ( لما ) .
و ( محضرون ) نعت ل ( جميع ) على القراءتين . وروعي في النعت معنى المنعوت فألحقت به علامة الجماعة كقول لبيد : .
عريت وكان بها الجميع فأبكروا ... منها وغودر نؤيها وثمامها والإحضار : الإحضار للحساب والجزاء والعقاب .
( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون [ 33 ] ) عطف على قصة ( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ) فإنه ضرب لهم مثلا لحال إعراضهم وتكذيبهم الرسول A وما تشتمل عليه تلك الحال من إشراك وإنكار للبعث وأذى للرسول A وعاقبة ذلك كله . ثم أعقب ذلك التفصيل لإبطال ما اشتملت عليه تلك الاعتقادات من إنكار البعث ومن الإشراك بالله .
وابتدئ بدلالة تقريب البعث لمناسبة الانتقال من قوله ( وإن كل لما جميع لدينا محضرون ) على أن هذه لا تخلو من دلالتها على الانفراد بالتصرف وفي ذلك إثبات الوحدانية .
و ( آية ) مبتدأ و ( لهم ) صفة ( آية ) و ( الأرض ) خبر ( آية ) و ( الميتة ) صفة ( الأرض ) .
وجملة ( أحييناها ) في موضع الحال من ( الأرض ) وهي حال مقيدة لأن إحياء الأرض هو مناط للدلالة على إمكان البعث بعد الموت أو يكون جملة ( أحييناها ) بيانا لجملة ( وآية لهم الأرض ) لبيان موقع الآية فيها أو بدل اشتمال من جملة ( وآية لهم الأرض ) أو استئنافا بيانيا كأن سائلا سأل : كيف كانت الأرض الميتة ؟ وموت الأرض : جفافها وجرازتها لخلوها من حياة النبات فيها وأحياؤها : خروج النبات منها من العشب والكلأ والزرع