وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فجملة ( وما كنا منزلين ) معترضة بين نوعي العقاب المنفي والمثبت لقصد الرد على المشركين بأن سنة الله تعالى لم تجر بإنزال الجنود على المكذبين وشأن العاصين أدون من هذا الاهتمام .
A E والصيحة : المرة من الصياح بوزن فعلة فوصفها بواحدة تأكيد لمعنى الوحدة لئلا يتوهم أن المراد الجنس المفرد من بين الأجناس و ( صيحة ) منصوب على أنه خبر ( كانت ) بعد الاستثناء المفرغ ولحاق تاء التأنيث بالفعل مع نصب ( صيحة ) مشير إلى أن المستثنى منه المحذوف العقوبة أو الصيحة التي دلت عليها ( صيحة واحدة ) أي لم تكن العقوبة أو الصيحة إلا صيحة من صفتها أنها واحدة إلى آخره . وقرأ أبو جعفر برفع ( صيحة ) على أن ( كان ) تامة أي ما وقعت إلا صيحة واحدة .
ومجيء ( إذا ) الفجائية في الجملة المفرعة على ( إن كانت إلا صيحة واحدة ) لإفادة سرعة الخمود إليهم بتلك الصيحة .
وهذه الصيحة صاعقة كما قال تعالى حكاية عن ثمود ( فأخذتهم الصيحة ) .
والخمود : انطفاء النار استعير للموت بعد الحياة المليئة بالقوة والطغيان ليتضمن الكلام تشبيه حال حياتهم بشبوب النار وحال موتهم بخمود النار فحصل لذلك استعارتان إحداهما صريحة مصرحة وأخرى ضمنية مكنية ورمزها الأولى وهما الاستعارتان اللتان تضمنهما قول لبيد : .
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه ... يحور رمادا بعد إذ هو ساطع وتقدم قوله تعالى ( حتى جعلناهم حصيدا خامدين ) في سورة الإسراء فكان هذا الإيجاز في الآية بديعا لحصول معنى بيت لبيد في ثلاث كلمات .
وهذا يشير إلى حدث عظيم حدث بأهل إنطاكية عقب دعوة المرسلين وهو كرامة لشهداء أتباع عيسى عليه السلام فإن كانت الصيحة صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود كان الذين خمدوا بها جميع أهل القرية فلعلهم كانوا كفارا كلهم بعد موت الرجل الذي وعظهم وبعد مغادرة أهل القرية فلعلهم كانوا كفارا كلهم بعد موت الرجل الذي وعظهم وبعد مغادرة الرسل القرية . ولكن مثل هذا الحادث لم يذكر التاريخ حدوثه في إنطاكية فيجوز أن يهمل التاريخ بعض الحوادث وخاصة في أزمنة الاضطراب والفتنة .
( يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون [ 30 ] ) تذييل وهو من كلام الله تعالى واقع موقع الرثاء للأمم المكذبة الرسل شامل للأمة المقصودة بسوق الأمثال السابقة من قوله ( واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ) واطرد هذا السنن القبيح فيهم .
فالتعريف في العباد تعريف الجنس المستعمل في الاستغراق وهو استغراق ادعائي روعي فيه حال الأغلب على الأمم التي يأتيها رسول لعدم الاعتداء في هذا المقام بقلة الذين صدقوا الرسل ونصروهم فكأنهم كلهم قد كذبوا .
والعباد : اسم للبشر وهو جمع عبد . والعبد : المملوك وجميع الناس عبيد الله تعالى لأنه خالقهم والمتصرف فيهم قال تعالى ( رزقا للعباد ) وقال المغيرة بن حبناء : .
أمسى العباد بشر لا غياث لهم ... إلا المهلب بعد الله والمطر ويجمع على عبيد وعباد وغلب الجمع الأول على عبد بمعنى مملوك والجمع الثاني على عبد بمعنى آدمي وهو تخصيص حسن من الاستعمال العربي .
والحسرة : شدة الندم مشوبا بتلهف على نفع فائت .
وحرف النداء هنا لمجرد التنبيه على خطر ما بعده ليصغي إليه السامع وكثر دخوله في الجمل المقصود منها إنشاء معنى في نفس المتكلم دون الإخبار فيكون اقتران ذلك الإنشاء بحرف التنبيه إعلانا بما في نفس المتكلم من مدلول الإنشاء كقولهم : يا خيبة ويا لعنة ويا ويلي ويا فرحي ويا ليتني ونحو ذلك قالت امرأة من طي من أبيات الحماسة : .
فيا ضيعة الفتيان إذ يعتلونه ... ببطن الشرا مثل الفينق المسدم وبيت الكتاب : .
يا لعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحين على سمعان من جار وقد يقع النداء في مثل ذلك بالهمزة كقول جعفر بن علبة الحارثي : .
ألهفني بقرى سحبل حين أجلبت ... علينا الولايا والعدو المباسل