وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حكي قول الرسول بما يرادفه ويؤدي معناه بأسلوب عربي تعريضا بأهل الشرك من قريش الذين ضربت القرية مثلا لهم فالرسل لم يذكروا مادة الطيرة والطير وإنما أتوا بما دل على أن شؤم القوم متصل بذواتهم لا جاء من المرسلين إليهم فحكي بما يوافقه في كلام العرب تعريضا بمشركي مكة وهذا بمنزلة التجريد لضرب المثل لهم بأن لوحظ في حكاية القصة من شؤون المشبهين بأصحاب القصة ولما كانت الطيرة بمعنى الشؤم مشتقة من اسم الطير لوحظ فيها مادة الاشتقاق .
A E وقد جاء إطلاق الطائر على معنى الشؤم في قوله تعالى في سورة الأعراف ( ألا إنما طائرهم عند الله ) على طريقة المشاكلة .
ومعنى ( طائركم معكم ) الطائر الذي تنسبون إليه الشؤم هو معكم أي في نفوسكم أرادوا أنكم لو تدبرتم لوجدتم أن سبب ما سميتموه شؤما هو كفركم وسوء سمعكم للمواعظ فإن الذين استمعوا أحسن القول اتبعوه ولم يعتدوا عليكم وأنتم الذين آثرتم الفتنة وأسعرتم البغضاء والإحن فلا جرم أنتم سبب سوء لحالة التي حدثت في المدينة .
وأشار آخر كلامهم إلى هذا القول إذ قالوا ( أإن ذكرتم ) بطريقة الاستفهام الإنكاري الداخل على ( إن ) الشرطية فهو استفهام على محذوف دل عليه الكلام السابق وقيد ذلك المحذوف بالشرط الذي حذف جوابه أيضا استغناء عنه بالاستفهام عنه وهما بمعنى واحد إلا أن سيبويه يرجح إذا اجتمع الاستفهام والشرط أن يؤتى بما يناسب الاستفهام لو صرح به فكذلك لما حذف يكون المقدر مناسب للاستفهام . والتقدير : أتتشاءمون بالتذكير إن ذكرتم لما يدل عليه قول أهل القرية ( إنا تطايرنا بكم ) أي بكلامكم وأبطلوا أن يكون الشؤم من تذكيركم بقولهم ( بل أنتم قوم مسرفون ) أي لا طيرة فيما زعمتم ولكنكم قوم كافرون غشيت عقولكم الأوهام فظننتم ما فيه نفعكم ضرا لكم ونطتم الأشياء بغير أسبابها من إغراقكم بالجهالة والكفر وفساد الاعتقاد . ومن إسرافكم اعتقادكم بالشؤم والبخت .
وقرأ الجمهور ( أإن ذكرتك ) بهمزة استفهام داخلة على ( إن ) المكسورة الهمزة الشرطية وتشديد الكاف . وقرأ أبو جعفر ( أإن ذكرتك ) بفتح كلتا الهمزتين وبتخفيف الكاف من ( ذكرتم ) . والاستفهام تقرير أي الأجل إن ذكرنا أسماعكم حين دعوناكم حل الشؤم بينكم كناية عن كونه أهلا لأن تكون أسمائهم شؤما .
وفي ذكر كلمة ( قوم ) إيذان بأن الإسراف متمكن ومنهم وبه قوام قوميتهم كما تقدم في قوله ( لآيات لقوم يعقلون ) في سورة البقرة .
( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين [ 20 ] اتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون [ 21 ] وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون [ 22 ] اتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفعتهم شيئا ولا ينقذون [ 23 ] إني إذا لفي ضلل مبين [ 24 ] إني آمنت بربكم فاسمعون [ 25 ] ) عطف على قصة التحاور الجاري بين أصحاب القرية والرسل الثلاثة لبيان البون بين حال المعاندين من أهل القرية وحال الرجل المؤمن منهم الذي وعظهم بموعظة بالغة من نفر قليل من أهل القرية .
فلك أن تجل جملة ( وجاء من أقصى المدينة ) عطفا على جملة ( جاءها المرسلون ) ولك أن تجعلها عطفا على جملة ( فقالوا إنا إليكم مرسلون ) .
والمراد بالمدينة هنا نفس القرية المذكورة في قوله ( أصحاب القرية ) عبر عنها هنا بالمدينة تفتنا فيكون ( أقصى ) صفة لمحذوف هو المضاف في المعنى إلى المدينة . والتقدير : من بعيد المدينة أي طرف المدينة وفائدة ذكر انه جاء من أقصى المدينة الإشارة إلى أن الإيمان بالله ظهر في أهل ربض المدينة قبل ظهوره في قلب المدينة لأن قلب المدينة هو مسكن حكامها وإجبار اليهود وهم أبعد من الإنصاف والنظر في صحة ما يدعوهم إليهم الرسل وعامة سكانها تبع لعظمائها لتعلقهم بهم وخشيتهم بأسهم بخلاف أطراف سكان المدينة فهم أقرب إلى الاستقلال بالنظر وقلة اكتراث بالآخرين لأن سكان أطراف المدينة فهم أقرب إلى الاستقلال بالنظر وقلة اكتراث بالآخرين لأن سكان الأطراف غالبهم عملة أنفسهم لقربهم من البدو