وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

لم أكن من جناتها علم الل ... ه وإني لحرها اليوم صالي ويظهر أنه كان مغلظا عندهم لقلة وروده في كلامهم ولا يكاد يقع إلا في مقام مهم . وهو عند علماء المسلمين يمين كسائر الأيمان فيها كفارة عند الحنث .
وقال بعض علماء الحنفية : إن لهم قولا بأن الحالف به كاذبا تلزمه الردة لأنه نسب إلى علم الله ما هو مخالف للواقع فآل إلى جعل علم الله جهلا . وهذا يرمي إلى التغليظ والتحذير وإلا فكيف يكفر أحد بلوازم بعيدة .
A E واضطرهم إلى شدة التوكيد بالقسم ما رأوا من تصميم كثير من أهل القرية على تكذيبهم . ويسمى هذا المقدار من التأكيد ضربا إنكاريا .
وأما قولهم ( وما علينا إلا البلاغ المبين ) فذلك وعظ وعظوا به القوم ليعلموا أنهم لا منفعة تنجر لهم من إيمان القوم وإعلان لهم بالتبرؤ من عهدة بقاء القوم على الشرك وذلك من شأنه أن يثير النظر الفكري في نفوس القوم .
والبلاغ : اسم مصدر من أبلغ إذا أوصل خبرا قال تعالى ( إن عليك إلا البلاغ ) وقال ( هذا بلاغ للناس ) . ولا يستعمل البلاغ في إيصال الذوات .
والفقهاء يقولون في كراء السفن والرواحل : إن منه ما هو على البلاغ . يريدون على الوصول إلى مكان معين بين المكري والمكتري .
والمبين : وصف للبلاغ أي البلاغ الواضح دلالة وهو الذي لا إيهام فيه ولا موارية .
( قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم [ 18 ] ) لما غلبتهم الحجة من كل جان وبلغ قول الرسل ( وما علينا إلا البلاغ المبين ) من نفوس أصحاب القرية مبلغ الخجل والاستكانة من إخفاق الحجة والاتسام بميسم المكابرة والمنابذة للذين يبتغون نفعهم انصرفوا إلى ستر خجلهم وانفحامهم بتلفيف السبب لرفض دعوتهم بما حسبوه مقنعا للرسل بترك دعوتهم ظنا منهم أن ما يدعونه شيء خفي لا قبل لغير مخترعه بالمنازعة فيه وذلك بأن زعموا أنهم تطيروا بهم ولحقهم منهم شؤم ولا بد للمغلوب من بارد العذر .
والتطير في الأصل تكلف معرفة دلالة الطير على خير أو شر من تعرض نوع الطير ومن صفة اندفاعه أو مجيئه ثم أطلق على كل حدث يتوهم منه أحد أنه كان سببا في لحاق شر به فصار مرادفا للتشاؤم .
وفي الحديث ( لا عدوى ولا طيرة وإنما الطيرة على من تطير ) وبهذا المعنى أطلق في هذه الآية أي قالوا إنا تشاءمنا بكم .
ومعنى ( بكم ) بدعوتكم وليسوا يريدون أن القرية حل بها حادث سوء يعم الناس كلهم من قحط أو وباء أو نحو ذلك من الضر العام مقارن لحلول الرسل أو لدعوتهم وقد جوزه بعض المفسرين وإنما معنى ذلك : أن أحدا لا يخلو في هذه الحياة من أن يناله مكروه . ومن عادة أصحاب الأوهام السخيفة والعقول المأفونة أن يسندوا الأحداث إلى مقارنتها دون معرفة أسبابها ثم أن يتخيروا في تعيين مقارنات الشؤم أمورا لا تلائم شهواتهم وما ينفرون منه وأن يعينوا من المقارنات ما يرغبون فيه وتقبله طباعهم يغالطون بذلك أنفسهم شأن أهل العقول الضعيفة فمرجع العلل كلها لديهم إلى أحوال نفوسهم ورغائبهم كما حكى الله تعالى عن قوم فرعون ( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ) وحكى عن مشركي مكة ( وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ) .
ويجوز أن يكونوا أرادوا بالشؤم أن دعوتهم أحدثت مشاجرات واختلافا بين أهل القرية فلما تمالأت نفوس أهل القرية على أن تعليل كل حدث مكروه يصيب أحدهم بأنه من جزاء هؤلاء الرسل اتفقت كلمتهم على ذلك فقالوا ( إنا تطيرنا بكم ) أي يقولها الواحد منهم أو الجمع فيوافقهم على ذلك جميع أهل القرية .
ثم انتقلوا إلى المطالبة بالانتهاء عن هذه الدعوة فقالوا ( لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم ) وبذلك ألجأوا ( بوليس ) و ( برنابا ) إلى الخروج من إنطاكية فخرجا إلى إيقونية وظهرت كرامة ( بولس ) في أيقونية ثم في ( لسترة ) ثم في ( دربة ) . ولم يزل اليهود في كل مدينة من هذه المدن يشاقون الرسل ويضطهدونهم ويثيرون الناس عليهم فمسهم من ذلك عذاب وضر ورجم ( بولس ) في مدينة ( لسترة ) حتى حسبوا أن قد مات .
ولام ( لئن لم تنتهوا ) موطئة للقسم حكي بها ما صدر منهم من قسم بكلامهم .
( قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون [ 19 ] )