وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ووقعت اختلاف للمفسرين في تعيين الرسل الثلاثة الذين أرسلوا إلى أهل إنطاكية وتحريفات في الأسماء والذي ينطبق على ما في كتاب أعمل الرسل من كتب العهد الجديد أن ( برنابا ) و ( شاول ) المدعو ( بولس ) من تلاميذ الحواريين ووصفا بأنهما من الأنبياء كانا في إنطاكية مرسلين للتعليم وأنهما عززا بالتلميذ ( سيلا ) . وذكر المفسرين أن الثالث هو ( شمعون ) لكن ليس في سفر الأعمال ما يقتضي أن بولس وبرنابا عززا بسمعان . ووقع في الإصحاح الثالث عشر منه أنه كان نبي في إنطاكية اسمه ( سمعان ) .
A E والمكذبون هم من كانوا سكانا بإنطاكية من اليهود واليونان وليس في أعمال الرسل سوى كلمات مجملة عن التكذيب والمحاورة التي جرت بين المرسلين والمرسل إليهم فذكر أن كان هنالك نفر من اليهود يطعنون في صدق دعوة بولس وبرنابا ويثيرون عليهما نساء الذين يؤمنون بعيسى من وجوه المدينة من اليونان وغيرهم حتى اضطر ( بولس وبرنابا ) إلى ان خرجا من إنطاكية وقصدا ايقونية وما جاورها وقاومهما يهود بعض تلك المدن وأن أحبار النصارى في تبلك المدائن رأوا أن يعيدون بولس وبرنابا إلى إنطاكية . وبعد عودتهما حصل لهما ما حصل لهما في الأولى وبالخصوص في قضية وجوب الختان على من يدخل في الدين فذهب بولس وبرنابا إلى أورشليم لمراجعة الحواريين فرأى أحبار أوشلين أن يؤدهما برجلين من الأنبياء هما ( برسابا ) و ( سيلا ) . فأما ( برسابا ) فلم يمكث . وأما ( سيلا ) فبقي مع ( بولس وبرنابا ) يعظون الناس . ولعل ذلك كان بوحي من الله إليهم وإلى أصحاب هم من الحواريين . فهذا معنى قوله تعالى ( إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث ) إذ أسند الإرسال والتعزيز إلى الله .
والتعزيز : التقوية وفي هذه المادة معنى جعل المقوى عزيزا فالأحسن أن التعزيز هو النصر .
وقرأ أبو بكر عن عاصم ( فعززنا ) بتخفيف الزاي الأول وفعل عز بمعنى يحيى مرادفا لعزز كما قالوا شد وشدد . وقرأ الباقون بتشديد الزاي .
وتأكيد قولهم ( إنا إليكم مرسلون ) لأجل تكذيبهم إياهم فأكدوا الخبر تأكيدا وسطا ويسمى هذا ضربا طلبيا .
وتقديم المجرور للاهتمام بأمر المرسل إليهم المقصود إيمانهم بعيسى .
( قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون [ 15 ] ) كان أهل ( إنطاكية ) والمدن المجاورة لها خليطا من اليهود وعبدة الأصنام من اليونان فقول ( ما أنتم إلا بشر مثلنا ) صالح لأن يصدر من عبدة الأوثان وهو ظاهر لظنهم أن الآلهة لا تبعث الرسل ولا توحي إلى أحد ولذلك جاء في سفر أعمال الرسل أن بعض اليونان من أهل مدينة ( لسترة ) رأوا معجزة من بولس النبي فقالوا بلسان يوناني : إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا فكانوا يدعون ( برنابا ) ( زفس ) . أي كوكب المشتري و ( بولس ) ( هرمس ) أي كوكب عطارد وجاءهما كاهن ( زفس ) بثيران ليذبحها لهما وأكاليل ليضعها عليهما فلما رأى ذلك ( بولس وبرنابا ) مزقا ثيابهما وصرخا : نحن بشر مثلكم نعظكم أن ترجعوا عن هذه الأباطيل إلى الإله الحي الذي خلق السماوات والأرض " الخ .
وصالح لأن يصدر من اليهود الذين لم ينتصروا لأن ذلك القول يقتضي أنهما وبقية اليهود سواء وأن لا فضل لهما بما يزعمون من النبوة ويقتضي إنكار أن يكون الله أنزل شيئا أي بعد التوراة . فمن إعجاز القرآن جمع مقالة الفريقين في هاتين الجملتين .
واختيار وصف ( الرحمان ) في حكاية قول الكفرة ( وما أنزل الرحمان من شيء ) لكونه صالحا لعقيدة الفريقين لأن اليونان لا يعرفون اسم الله ورب الأرباب عندهم هو ( زفس ) وهو مصدر الرحمة في اعتقادهم واليهود كانوا يتجنبون النطق باسم الله الذي هو في لغتهم ( يهوه ) فيعوضونه بالصفات .
والاستثناء في ( إن أنتم إلا تكذبون ) استفهام مفرغ من أخبار محذوفة فجملة ( تكذبون ) في موضع الخبر عن ضمير ( أنتم ) .
( قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون [ 16 ] وما علينا إلا البلاغ المبين [ 17 ] ) حكيت هذه المحاورة على سنن حكاية المحاورات بحكاية أقوال المتحاورين دون عطف .
و ( ربنا يعلم ) قسم لأنه استشهاد بالله على صدق مقالتهم وهو يمين قديمة انتقلها العرب في الجاهلية فقال الحارث بن عباد :