وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإحصاء : حقيقته العد والحساب وهو هنا كناية عن الإحاطة والضبط وعدم تخلف شيء عن الذكر والتعيين لأن الإحصاء والحساب يستلزم أن لا يفوت واحد من المحسوبات .
والإمام : ما يؤم به في الاقتداء على حسب ما يدل عليه قال النابغة : .
" بنو مجد الحياة على إمام أطلق الإمام على الكتاب لأن الكتاب يتبع ما فيه من الأخبار والشروط قال الحارث بن حلزة : .
حذر الجور والتطاخي وهل ينقض ... ما في المهارق الأهواء والمراد ( كل شيء ) بحسب الظاهر هو كل شيء من أعمال الناس كما دل عليه السياق فذكر ( كل شيء ) لإفادة الإحاطة والعموم لما قدموا وآثارهم من كبيرة وصغيرة . فكلمة ( كل ) نص على العموم من اسم الموصول ومن الجمع المعرف بالإضافة فتكون جملة ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) مؤكد لجملة ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) ومبينة لمجملها ويكون عطفها دون فصلها مراعى فيه ما اشتملت عليه من زيادة الفائدة .
ويجوز أن يكون المراد ب ( كل شيء ) كل ما يوجد من الذوات والأعمال ويكون الإحصاء إحصاء علم أي تعلق العلم بالمعلومات عند حدوثها ويكون الإمام المبين علم الله تعالى . والظرفية ظرفية إحاطة أي عدم تفلت شيء عن علمه كما لا ينفلت المظروف عن الظرف .
A E وجعل علم الله إماما لأنه تجري على وفقه تعلقات الإرادة الربانية والقدرة فتكون جملة ( وكل شيء أحصيناه ) على هذا تذيلا مفيدا أن الكتابة لا تختص بأعمال الناس الجارية على وفق التكاليف أو ضدها بل تع جميع الكائنات . وإذ قد كان الشيء يرادف الموجود جاز أن يراد ب ( كل شيء ) الموجود بالفعل أو ما قبل الإيجاد وهو الممكن فيكون إحصاؤه هو العلم بأنه يكون أو لا يكون ومقادير كونه وأحواله كقوله تعالى ( وأحصى كل شيء عددا ) .
( واضرب لهم مثلا أصحب القرية إذ جاءها المرسلون [ 13 ] إذ أرسلنا إليهم أثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون [ 14 ] ) أعقب وصف إعراضهم وغفلتهم عن الانتفاع بهدى القرآن بتهديدهم بعذاب الدنيا إذ قد جاء في آخر هذه القصة قوله ( إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون ) .
والضرب مجاز مشهور في معنى الوضع والجعل ومنه : ضرب ختمه . وضربت بيتا وهو هنا في الجعل وتقدم عند قوله تعالى ( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما ) في سورة البقرة .
والمعنى : اجعل أصحاب القرية المرسلين إليهم شبها لأهل مكة وإرسالك إليهم .
و ( لهم ) يجوز أن يتعلق ب ( اضرب ) أي اضرب مثلا لأجلهم أي لأجل أن يعتبروا كقوله تعالى ( ضرب لكم مثلا من أنفسكم ) . ويجوز أن يكون ( لهم ) صفة ل ( مثل ) أي اضرب شبيها لهم كقوله تعالى ( فلا تضربوا لله الأمثال ) .
والمثل : الشبيه فقول ( واضرب لهم مثلا ) معناه ونظر مثلا أي شبه حالهم في تكذيبهم بك بشبيه من السابقين ولما غلب المثل في المشابه في الحال وكان الضرب أعم جعل ( مثلا ) مفعولا ل ( اضرب ) أي نظر حالهم بمشابهه فيها فحصل الاختلاف بين ( اضرب ) و ( مثلا ) بالاعتبار . وانتصب ( مثلا ) على الحال .
وانتصب ( أصحاب القرية ) على البيان ل ( مثلا ) أو بدل ويجوز أن يكون مفعولا أول ل ( اضرب ) و ( مثلا ) مفعولا ثانيا كقوله تعالى ( ضرب الله مثلا قرية ) .
والمعنى : أن حال المشركين من أهل مكة كحال أصحاب القرية الممثل بهم .
والقرية قال المفسرون عن ابن عباس هي ( إنطاكية ) وهي مدينة بالشام متاخمة لبلاد اليونان .
والمرسلون إليها قال قتادة : هم من الحواريين بعثهم عيسى عليه السلام وكان ذلك حين رفع عيسى . وذكروا أسماءهم على اختلاف في ذلك .
وتحقيق القصة : أن عيسى عليه السلام لم يدع بني إسرائيل ولم يكن الدين الذي أرسل به إلا تكملة لما اقتضت الحكمة الإلهية إكماله من شريعة التوارة ولكن عيسى أوصى الحواريين أن لا يغفلوا عن نهي الناس عن عبادة الأصنام فكانوا إذا رأوا رؤيا أو خطر لهم خاطر بالتوجه إلى بلد من بلاد إسرائيل أو مما جاورها أو خطر في نفوسهم إلهام بالتوجه إلى بلد علموا أن ذلك وحي من الله لتحقيق وصية عيسى عليه السلام . وكان ذلك في حدود سنة أربعين مولد عيسى عليه السلام