وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمقمح : بصيغة اسم المفعول المجعول قامحا أي رافعا رأسه ناظرا إلى فوقه يقال : قمحه الغل إذ جعل رأسه مرفوعا وغض بصره فمدلوله مركب من شيئين . والأذقان : جمع ذقن بالتحريك وهو مجتمع اللحين . وتقدم في الإسراء .
ويجوز أن يكون قوله ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا ) الخ وعيدا بما سيحل بهم يوم القيامة حين يساقون إلى جهنم في الأغلال كما أشار إليه قوله تعالى ( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون ) في سورة غافر فيكون فعل ( جعلنا ) مستقبلا وعبر عنه بصيغة الماضي لتحقيق وقوعه كقوله تعالى ( أتى أمر الله ) أي سنجعل في أعناقهم أغلالا .
( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ) A E هذا ارتقاء في حرمانهم من الاهتداء لو أرادوا تأملا بان فظاظة قلوبهم لا تقبل الاستنتاج من الأدلة والحجج بحيث لا يتحولون عما هم فيه فمثلت حالهم بحالة من جعلوا بين سدين أي جدارين : سدا أمامهم وسدا خلفهم فلو راموا تحولا عن مكانهم وسعيهم إلى مرادهم لما استطاعوه كقوله تعالى ( فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ) وقول أبي الشيص : .
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم وقد صرخ بذلك في قول ... .
ومن الحوادث لا أبالك أنني ... ضربت على الأرض بالأسداد .
لا أهتدي فيها لموضع تلعة ... بين العذيب وبين أرض مراد وتقدم السد في سورة الكهف .
وفي مفاتيح الغيب : مانع الإيمان : إما أن يكون في النفس وإما أن يكون خارجا عنها . ولهم المانعان جميعا : أما في النفس فالغل وأما من الخارج فالسد فلا يقع نظرهم على أنفسهم فيروا الآيات التي في أنفسهم لأن المقمح لا يرى نفسه ولا يقع نظرهم على الآفاق لأن من بين السدين لا يبصرون الآفاق فلا تتبين لهم الآيات كما قال تعالى ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ) .
وإعادة فعل ( وجعلنا ) على الوجه الأول في معنى قوله ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا ) الآية تأكيد لهذا الجعل وأما على الوجه الثاني في معنى ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا ) فإعادة فعل ( وجعلنا ) لأنه جعل حاصل في الدنيا فهو مغاير للجعل الحاصل يوم القيامة .
وقرأ الجمهور ( سدا ) بالضم وهو اسم الجدار الذي يسد بين داخل وخارج . وقرأ حمزة والكسائي وحفص وخلف بالفتح وهو مصدر سمي به ما يسد به .
( فأغشيناهم فهم لا يبصرون [ 9 ] ) تفريع على كلا المفعولين ( جعلنا في أعناقهم أغلالا ) و ( جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ) لأن في كلا الفعلين مانعا من أحوال النظر .
وفي الكلام اكتفاء عن ذكر ما يتفرع ثانيا على تمثيلهم بمن جعلوا بين سدين من عدم استطاعة التحول عما هم عليه .
والإغشاء : وضع الغشاء . وهو ما يغطى الشيء . والمراد : أغشينا أبصارهم ففي الكلام حذف مضاف دل عليه السياق وأكده التفريع بقوله ( فهم لا يبصرون ) . وتقديم المسند إليه على المسند الفعلي لإفادة تقوي الحكم أي تحقيق عدم إبصارهم .
( وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون [ 10 ] ) عطف على جملة ( لا يبصرون ) أي إنذارك وعدمه سواء بالنسبة إليهم فحرف ( على ) معناه الاستعلاء المجازي وهو هنا للملابسة متعلق ب ( سواء ) الدال على معنى ( استوى ) وتقدم نظيرها في أول سورة البقرة .
وهمزة التسوية أصلها الاستفهام ثم استعملت في التسوية على سبيل المجاز المرسل وشاع ذلك حتى عدت التسوية من معاني الهمزة لكثرة استعمالها في ذلك مع كلمة سواء وهي تفيد المصدرية . ولما استعملت الهمزة في معنى التسوية استعملت ( أم ) في معنى الواو وقد جاء على الاستعمال الحقيقي قول بثينة : .
سواء علينا يا جميل بن معمر ... إذا مت بأساء الحياة ولينها وجملة ( لا يؤمنون ) مبينة استواء الإنذار وعدمه بالنسبة إليهم .
( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم [ 11 ] )