وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( إنك لمن المرسلين ) جواب القسم وتأكيد هذا الخبر بالقسم وحرف التأكيد ولام الابتداء باعتبار كونه مرادا به التعريض بالمشركين الذين كذبوا بالرسالة فهو تأنيس للنبي A وتعريض بالمشركين فالتأكيد بالنسبة إليه زيادة تقرير وبالنسبة للمعنى الكنائي لرد إنكارهم والنكت لا تتزاحم .
( على صراط مستقيم ) خبر ثان ل ( إن ) أو حال من اسم ( إن ) . والمقصود منه : الإيقاظ إلى عظمة شريعته بعد إثبات أنه مرسل كغيره من الرسل .
A E و ( على ) للاستعلاء المجازي الذي هو بمعنى التمكن كما تقدم في قوله ( أولئك على هدى من ربهم ) في سورة البقرة . وليس الغرض من الإخبار به عن المخاطب إفادة كونه على صراط مستقيم لأن ذلك معلوم حصوله من الأخبار من كونه أحد المرسلين فقد علم أن المراد من المرسلين المرسلون من عند الله ولكن الغرض الجمع بين حال الرسول E وبين حال دينه ليكون العلم بأن دينه صراط مستقيم علما مستقلا لا ضمنيا .
والصراط المستقيم : الهدى الموصل إلى الفوز في الآخرة وهو الدين الذي بعث به النبي A والخلق الذي لقنه الله شبه بطريق مستقيم لا اعوجاج فيه في أنه موثوق به في الإيصال إلى المقصود دون أن يتردد السائر فيه .
فالإسلام فيه الهدى في الحياتين فمتبعه كالسائر في صراط مستقيم لا حيرة في سيره تعتريه حتى يبلغ المكان المراد .
والقرآن حاوي الدين فكان القرآن من الصراط المستقيم .
وتنكير ( صراط ) للتوصل إلى تعظيمه .
( تنزيل العزيز الرحيم [ 5 ] لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون [ 6 ] ) راجع إلى ( القرآن الحكيم ) إذ هو المنزل من عند الله فبعد أن استوفى القسم جوابه رجع الكلام إلى بعض المقصود من القسم وهو تشريف المقسم به فوسم بأنه تنزيل العزيز الرحيم .
وقد قرأه الجمهور بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف للعلم به وهذا من مواقع حذف المسند إليه الذي سماه السكاكي الحذف الجاري على متابعة الاستعمال في أمثاله . وذلك أنهم إذا أجروا حديثا على شيء ثم أخبروا عنه التزموا حذف ضميره الذي هو مسند إليه إشارة إلى التنويه به كأنه لا يخفى كقول إبراهيم الصولي أو عبد الله بن الزبير الأسدي أو محمد بن سعيد الكاتب وهي من أبيات الحماسة في باب الأضياف : .
سأشكر عمرا إن تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وإن هي جلت .
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذ النعل زلت تقديره : هو فتى .
وقرأه ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف بنصب ( تنزيل ) على تقدير : أعني . والمعنى : أعني من قسمي قرآنا نزلته وتلك العناية زيادة في التنويه بشأنه وهي تعادل حذف المسند إليه الذي في قراءة الرفع .
والتنزيل : مصدر بمعنى المفعول أخبر عنه بالمصدر للمبالغة في تحقيق كونه منزلا .
وأضيف التنزيل إلى الله بعنوان صفتي ( العزيز الرحيم ) لأن ما أشتمل عليه القرآن لا يعدو أن يكون من آثار عزة الله تعالى وهو ما فيه من حمل الناس على الحق وسلوك طريق الهدى دون مصانعة ولا ضعف مع ما فيه من الإنذار والوعيد على العصيان والكفران .
وأن يكون من آثار رحمته وهو ما في القرآن من نصب الأدلة وتقريب البعيد وكشف الحقائق للناظرين مع ما فيه من البشارة للذين يكونون عند مرضاة الله تعالى وذلك هو ما ورد بيانه بعد إجمالا من قوله ( لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ) ثم تفصيلا بقوله ( لقد حق القول على أكثرهم ) وبقوله ( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمان بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ) .
فاللام في ( لتنذر ) متعلقة ب ( تنزيل ) وهي لام التعليل تعليلا لإنزال القرآن .
واقتصر على الإنذار لأن أول ما ابتدئ به القوم من التبليغ إنذارهم جميعا بما تضمنته أول سورة نزلت من قوله ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) الآية . وما تضمنته سورة المدثر لأن القوم جميعا كانوا على حالة لا ترضي الله تعالى فكان حالهم يقتضي الإنذار ليسرعوا إلى الإقلاع عما هم فيه مرتبكون