وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ورامزا إلى دلالة تلك الآيات والنعم على تفرد خالقها ومنعمها بالوحدانية إيقاظا لهم .
ثم تذكيرهم بأعظم حادثة حدثت على المكذبين للرسل والمتمسكين بالأصنام من الذين أرسل إليهم نوح نذيرا فهلك من كذب ونجا من آمن .
ثم سيقت دلائل التوحيد المشوبة بالامتنان للتذكير بواجب الشكر على النعم بالتقوى والإحسان وترقب الجزاء .
والإقلاع عن الشرك والاستهزاء بالرسول واستعجال وعيد العذاب .
وحذروا من حلوله بغتة حين يفوت التدارك .
وذكروا بما عهد الله إليهم مما أودعه في الفطرة من الفطنة .
والاستدلال على عداوة الشيطان للإنسان .
واتباع دعاة الخير .
A E ثم رد العجز على الصدر فعاد إلى تنزيه القرآن عن أن يكون مفترى صادرا من شاعر بتخيلات الشعراء .
وسلى الله رسوله A أن لا يحزنه قولهم وأن لهم بالله أسوة إذ خلقهم فعطلوا قدرته عن إيجادهم مرة ثانية ولكنهم راجعون إليه .
فقامت السورة على تقرير أمهات أصول الدين على أبلغ وجه وأتمه من إثبات الرسالة ومعجزة القرآن وما يعتبر في صفات الأنبياء وإثبات القدر وعلم الله الحشر والتوحيد وشكر المنعم وهذه أصول الطاعة بالاعتقاد والعمل ومنها تتفرع الشريعة . وإثبات الجزاء على الخير والشر مع إدماج الأدلة من الآفاق والأنفس بتفنن عجيب فكانت هذه السورة جديرة بأن تسمى ( قلب القرآن ) لأن من تقاسيمها تتشعب شرايين القرآن كله وإلى وتينها ينصب مجراها .
قال الغزالي : إن ذلك لأن الإيمان صحته باعتراف بالحشر والحشر مقرر في هذه السورة بأبلغ وجه كما سميت الفاتحة أم القرآن إذ كانت جامعة لأصول التدبر في أفانيه كما تكون أم الرأس ملاك التدبر في أمور الجسد .
( يس [ 1 ] ) القول فيه كالقول في الحروف المقطعة الواقعة في أوائل السور ومن جملتها أنه اسم من أسماء الله تعالى رواه أشهب عن مالك قاله ابن العربي وفيه عن ابن عباس أنه : يا إنسان بلسان الحبشة . وعنه أنها كذلك بلغة طيء . ولا أحسب هذا يصح عنه لأن كتابتها في المصاحف على حرفين تنافي ذلك .
ومن الناس من يدعي أن يس أسم من أسماء النبي A . وبني عليه إسماعيل ابن بكر الحميري شاعر الرافضة المشهورة عندهم بالسيد الحميري قوله : .
يا نفس لاتمحضي بالود جاهدة ... على المودة إلا آل ياسينا ولعله أخذه من قوله تعالى في سورة الصافات ( سلام على آل ياسين ) فقد قيل إنه يعني آل محمد A .
ومن الناس من قال : إن يس اختزال : يا سيد خطابا للنبي A ويوهنه نطق القرآن بها بنون .
ومن الناس من يسمي ابنه بهذه الكلمة وهو كثير في البلاد المصرية والشامية ومنهم الشيخ يس بن زيد الدين العلمي الحمصي المتوفى سنة 1061 صاحب التعاليق القيمة فإنما يكتب اسمه بحسب ما ينطق به لا بحروف التهجي وإن كان الناس يغفلون فيكتبونه بحرفين كما يكتب أول هذه السورة .
قال ابن العربي قال أشهب : سألت مالكا هل ينبغي لأحد أن يسمي يس ؟ قال : ما أراه ينبغي لقول الله تعالى ( يس والقرآن الحكيم ) يقول هذا : اسمي يس . قال ابن العربي وهو كلام بديع لأن العبد لا يجوز أن يسمي باسم الله إذا كان فيه معنى منه كقوله : عالم وقادر وإنما منع مالك من التسمية بهذا لأنه اسم من أسماء الله لا يدري معناه فربما كان معناه ينفرد به الرب فلا يجوز أن يقدم عليه العبد فيقدم على خطر فاقتضى النظر رفعه عنه اه . وفيه نظر .
والنطق باسم ( يا ) بدون مد تخفيف كما في كهيعص .
( والقرآن الحكيم [ 2 ] إنك لمن المرسلين [ 3 ] على صراط مستقيم [ 4 ] ) القسم بالقرآن كناية عن شرف قدره وتعظيمه عند الله تعالى وذلك هو المقصود من الآيات الأول من هذه السورة . والمقصود من هذا القسم تأكيد الخبر مع ذلك التنويه .
والقرآن : علم بالغلبة على الكتاب الموحى به إلى محمد A من وقت مبعثه إلى وفاته للإعجاز والتشريع وقد تقدم في قوله تعالى ( وما تتلو منه من قرآن ) في سورة يونس .
والحكيم : يجوز أن يكون بمعنى المحكم بفتح الكاف أي المجعول ذا إحكام والإحكام : الإتقان بماهية الشيء فيما يراد منه .
ويجوز أن يكون بمعنى صاحب الحكمة ووصفه بذلك مجاز عقلي لأنه محتو عليها