وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اعتراض للانتقال إلى تسلية النبي A مما مني به من المشركين من أهل مكة وخاصة ما قابله به سادتهم وكبراؤهم من التأليب عليه بتذكيره أن تلك سنة الرسل من قبله فليس في ذلك غضاضة عليه ولذلك قال في الآية في الزخرف ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قالوا مترفوها إنا وجدنا آبائنا على أمة ) الخ أي وكذلك التكذيب الذي كذبك أهل هذه القرية . والتعويض بقومه الذي عادوه بتذكيرهم عاقبة أمثالهم من أهل القرى التي كذب أهلها وأغراهم يذلك زعمائهم .
والمترفون : الذين أعطوا الترف والترف : النعيم وسعة العيش وهو مبني للمفعول بتقدير : إن الله أترفهم كما في قوله تعالى ( وقال الملأ من قومه الذين كفروا و كذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ) في سورة الأنبياء .
وفي بنائه للمفعول تعريض بالتذكير بنعمة الله عليهم لعلهم يشكرونها ويقلعون عن الإشراك به وبعض أهل اللغة يقول تقديره : أترفتهم النعمة أي أبطرتهم .
A E و ( إنا بما أرسلتم ) حكاية للقول بالمعنى : أي قالوا مترفو كل قرية لرسولهم : إنا بما أرسلت به كافرون . وهذا من مقابلة الجمع بالجمع التي يراد منها التوزيع على آحاد الجمع .
وقولهم ( أرسلتم به ) تهكم بقرينة قولهم ( كافرون ) وهو كقوله تعالى ( وقالوا يا أيها الذين نزل عليه الذكر إنك لمجنون ) أو المعنى : إنا بما ادعيتم أنكم أرسلتم به .
( وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين [ 35 ] قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ 36 ] ) قفوا على صريح كفرهم بالقرآن وغيره من الشرائع بكلام كنوا به عن إبطال حقيقة الإسلام بدليل سفسطائي فجعلوا كثرة أموالهم وأولادهم حجة على أنهم أهل حظ عند الله تعالى فضمير ( قالوا ) عائد إلى ( الذين كفروا ) من قوله ( وقالوا الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ) الخ . وهذا من تمويه الحقائق بما يحف بها من العوارض فجعلوا ما حف بحالهم في كفرهم من وفرة المال والوالد من حجة على أنهم مظنة العناية عند الله وأن ما عليه هو الحق . وهذا تعريض منهم بعكس حال المسلمين بأن حال ضعف المسلمين وقلة عددهم وشظف عيشهم حجة على أنهم غير محظوظين عند الله ولم يتفطنوا إلى أن أحوال الدنيا مسببه على أسباب دنيوية لا علاقة لها بأحوال الأولاد . وهذا المبدأ الوهمي السفسطائي خطير في العقائد الضالة التي كانت لأهل الجاهلية والمنتشرة عند غير المسلمين ولا يخلو المسلمون من قريب منها في تصرفاتهم في الدين ومرجعها إلى قياس الغائب على الشاهد وهو قياس يصادف الصواب تارة ويخطئه تارات .
ومن أكبر أخطاء المسلمين في هذا الباب خطأ الجأ إلى القضاء والقدر في أعذارهم وخطأ التخلق بالتوكل في تقصيرهم وتكاسلهم .
فجملة ( وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا ) عطف على جملة ( وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ) الخ . وقولهم ( وما نحن بمعذبين ) كالنتيجة لقولهم ( نحن أكثر أموالا وأولاد ) وإنما جيء فيه بحرف العطف لترجيح جانب الفائدة المستقلة على جانب الاستنساخ الذي يومئ إليه ما تقدمه وهو قولهم ( نحن أكثر أموالا وأولاد ) فحصل من هذا النظم استدلال لصحة دينهم ولإبطال ما جاء به الإسلام ثم الافتخار بذلك على المسلمين والضعة لجانب المسلمين بإشارة إلى قياس استثنائي على ملازمة موهومة وكأنهم استدلوا بانتفاء التعذيب على أنهم مقربون عند الله بناء على قياس مساواة مطوي فكأنهم حصروا وسائل القرب عند الله في وفرة الأموال والأولاد . ولولا هذا التأويل لخلا تلك الجملتين عن أهم معنييهما وبه يكون موقع الجواب ب ( قل أن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) أشد اتصالا بالمعنى أي قل لهم : إن تبسط الرزق لرأيتموها لا تلاقي أسباب الغي والاهتداء فربما وسع الله الرزق على العاصي وضيقة على المطيع وربما عكس فلا يغرنهم هذا وذاك فإنكم لا تعلمون .
وهذا ما جعل قوله ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) مصيبا المحز فأكثر الناس تلتبس عليهم الأمور فيخلطون بينها ولا يضعون في مواضعها زينها وشينها .
وقد أفاد هذا أن حالها غير دال على Bهم ولا عدمه وهذا الإبطال هو ما يسمى في علم المناظرة نقضا إجماليا