وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واسم الإشارة مشار به إلى حاضر في الأذهان لأن الخوض في القرآن شائع بين الناس من مؤيد ومنكر فكأنه مشاهد . وليس في اسم الإشارة معنى التحقير لأنهم ما كانوا ينبزون القرآن بالنقصان ألا قول الوليد ابن المغيرة : " أن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمعدق " وقول عبد الله بن أبي بعد ذلك " لا أحسن مما تقول أيها المرء " وأن عتبة بن ربيعة لما قرأ عليه رسول الله A القرآن وقال له " هل ترى بما أقول بأسا ؟ " فقال : " لا والدماء " . وكيف وقد تحداهم الإتيان بسورة مثله فلم يفعلوا ولو كانوا ينبزونه بنقص أو سخف لقالوا : نحن نترفع عن معالجة الإتيان بمثله .
ومعنى ( بين يديه ) القريب منه سواء كان سابقا كقوله تعالى ( إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) وقول النبي A " بعثت بين يدي الساعة " أم كان جائيا بعده كما حكى الله عن عيسى عليه السلام ( ومصدقا لما بين يدي من التوراة ) في سورة آل عمران . وليس مرادا هنا لأنه غير مفروض ولا مدعى .
( ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول ) أردفت حكايات أقوالهم وكفرانهم بعد استيفاء أصنافها بذكر جزاءهم وتصوير فظاعته بما في قوله ( ولو ترى إذ الظالمون ) الآية من الإبهام المفيد للتهويل .
والمناسبة ما تقدم من قوله ( ويقولون متى هذا الوعد ) فإنه بعد أن ألقمهم الحجر بقوله ( قل لكم ميعاد يوم ) الخ أتبعه بتصوير حالهم فيه .
والخطاب في ( ولو ترى ) لكل من يصلح لتلقي الخطاب ممن تبلغه هذه الآية أي ولو يرى الرائي هذا الوقت .
A E وجواب ( لو ) محذوف للتهويل وهو حذف شائع . وتقديره : لرأيت أمرا عجبا . و ( إذ ) ظرف متعلق ب ( ترى ) أي لو ترى في الزمان الذي يوقف فيه الظالمون بين يدي ربهم .
والظالمون : المشركون قال تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم ) وتقدم قريب منه قوله تعالى ( ولو ترى إذ وقفوا على النار ) في سورة الأنعام وقد وقع التصريح بأنه إيقاف جمع بين المشركين والذين دعوهم إلى الإشراك في قوله تعالى ( ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون ) الآية في سورة يونس .
والإتيان بالجملة التي أضيف إليها الظرف اسمية هنا لإفادة طول وقوفهم بين يدي الله طولا يستوجب الضجر ويملأ القلوب رعبا وهو ما أشار له حديث أنس وحديث أبي هريرة في شفاعة النبي A لأهل المحشر : " تدنو الشمس من رؤوس الخلائق فيشتد عليهم حرها فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا " الحديث .
وجملة ( يرجع بعضهم إلى بعض القول ) في موضع الحال من ( الظالمون ) أو من ضمير ( موقوفون ) .
وجيء بالمضارع في قوله ( يرجع بعضهم إلى بعض القول ) لاستحضار الحالة كقوله تعالى ( يجادلنا في قوم لوط ) .
ورجع القول : الجواب ورجع البعض إلى البعض : المجاوبة والمحاورة . وهي أن يقول بعضهم كلاما ويجيبه الآخر عنه وهكذا شبه الجواب عن القول بإرجاع القول كأن المجيب أرجع إلى المتكلم كلامه بعينه إذ كان قد خاطبه بكفائه وعدله قال بشار : .
وكأن رجع حديثها ... قطع الرياض كسين زهرا أي كأن تجيبه ومنه حيث تجيبه ومنه قيل للجواب رد . ورجع الرشق في الرمي : ما ترد عليه من التراشق .
( يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين [ 31 ] ) هذه الجملة وما ذكر بعدها من الجمل المحكية بأفعال القول بيان لجملة ( يرجع بعضهم إلى بعض القول ) ليكون البيان كالمبين بها لاستحضار حالة القول لأنها حالة غريبة لما فيها من جرأة المستضعفين على المستكبرين ومن تنبه هؤلاء من غفلتهم عما كان المستكبرون يغرونهم به حتى أوقعهم في هذا المأزق والسين والتاء في ( استضعفوا ) للعد والحسبان أي الذين يغدهم الناس ضعفاء لا يؤبه بهم وإنما يعدهم الناس كذلك لأنهم كذلك ويعلم أنهم يستضعفون أنفسهم بالأولى لأنهم أعلم بما في أنفسهم .
والضعف هنا الضعف المجازي وهو حالة الاحتجاج في المهام إلى من يضطلع بشؤونهم ويذب عنهم ويصرفهم كيف يشاء