وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والإراءة هنا من الرؤية البصرية فيتعدى إلى مفعولين : أحدهما بالأصالة والثاني بهمزة التعدية .
والمقصود : أروني شخوصهم لنبصر هل عليها ما يناسب صفة الإلهية أي أن كل من يشاهد الأصنام بادئ مرة يتبين له أنها خلية عن صفات الإلهية إذ يرى حجارة لا تسمع ولا تبصر ولا تفقه لأن انتفاء الإلهية عن الأصنام بديهي ولا يحتاج إلى أكثر من رؤية حالها كقول البحتري : .
" أن يرى مبصر ويسمع واع والتعبير عن المرئي بطريق الموصلية لتنبيه المخاطبين على خطئهم في جعلهم إياهم شركاء لله تعالى في الربوبية على نحو قول عبدة بن الطيب : .
إن الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا وفي جعل الصلة ( ألحقتم ) إيماء إلى أن تلك الأصنام لم تكن موصوفة بالإلهية وصفا ذاتيا حقا ولكن المشركين ألحقوها بالله تعالى فتلك خلعة خلعها عليهم أصحاب الأهواء .
وتلك حالة تخالف صفة الإلهية لأن الإلهية صفة ذاتية قديمة وهذا الإلحاق اخترعه لهم عمرو بن لحي ولم يكن عند العرب من قبل وضمير ( به ) عائد إلى أسم الجلالة من جملة ( قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله ) .
وانتصب ( شركاء ) على الحال من اسم الموصول . والمعنى : شركاء له .
ولما أعرض عن الخوض في آثار هذه الإراءة علم أنهم مفتضحون عند تلك الإراءة فقدرت حاصلة وأعقب طلب تحصيلها بإثبات أثرها وهو الردع عن اعتقاد إلهيتها وإبطالها عنهم بإثباتها لله تعالى وحده فلذلك جمع بين حرفي الردع والإبطال ثم الانتقال إلى تعيين الإله الحق على طريقة قوله ( كلا بل لا تكرمون اليتيم ) .
وضمير ( هو الله ) ضمير الشأن . والجملة بعده تفسير لمعنى الشأن و ( العزيز الحكيم ) خبران أي بل الشأن المهم الله العزيز الحكيم لا آلهتكم ففي الجملة قصر العزة والحكم على الله تعالى كناية عن قصر الإلهية عليه تعالى قصر إفراد .
A E ويجوز أن يكون الضمير عائدا إلى الإله المفهوم من قوله ( الذين ألحقتم به شركاء ) وهو مبتدأ والجملة بعده خبر . ويجوز أن يكون عائدا إلى المستحضر في الذهن وهو الله . وتفسيره قوله ( الله ) فاسم الجلالة عطف بيان . و ( العزيز الحكيم ) خبران عن الضمير . والفرق بين هذا الوجه وبين الوجه الأول يظهر في اختلاف مدلول الضمير المنفصل واختلاف موقع اسم الجلالة بعده واختلاف موقع الجملة بعد ذلك .
والعزة : الاستغناء عن الغير . والحكيم : وصف من الحكمة وهي منتهى العلم أو من الإحكام وهو إتقان الصنع شاع في الأمرين . وهذا إثبات لافتقار أصنامهم وانتفاء العلم عنها . وهذا قول إبراهيم عليه السلام ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ) .
( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ 28 ] ) انتقال من إبطال ضلال المشركين في أمر الربوبية إلى إبطال ضلالهم في شأن صدق الرسول A .
وغير أسلوب الكلام من الأمر بمحاجة المشركين إلى الإخبار برسالة النبي A تشريفا له بتوجيه هذا الإخبار بالنعمة العظيمة إليه ويحصل إبطال مزاعم المشركين بطريق التعريض .
وفي هذه الآية إثبات رسالة محمد A وإثبات عمومها على منكريها من اليهود .
فإن ( كافة ) من ألفاظ العموم ووقعت هنا حالا من ( الناس ) مستثنى من عموم الأحوال وهي حال مقدمة على صاحبها المجرور بالحرف وقد مضى الكلام عليها عند قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) في سورة البقرة وعند قوله ( وقاتلوا المشركين كافة ) في سورة براءة . وذكرنا أن التحقيق : أن ( كافة ) يوصف به العاقل وغيره وأنه تعتوره وجوه الإعراب كما هو مختار الزمخشري وشهد له القرآن والاستعمال خلافا لابن هشام في مغني اللبيب وأن ما شدد به التنكير على الزمخشري تهويل وتضييق في الجواز . والتقدير في هذه الآية : وما أرسلناك للناس إلا كافة . وقدم الحال على صاحبه للاهتمام بها لأنها تجمع الذين كفروا برسالته كلهم