وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والتضعيف فيه للإزالة مثل : قشر العود ومرض المريض إذا باشر علاجه وبني للمجهول لتعظيم ذلك التفزيع بأنه صادر من جانب عظيم ففيه جانب الأذن فيه وجانب المبلغ له وهو الملك .
والتفزيع يحصل لهم بانكشاف إجمالي يلهمونه فيعلمون بأن الله أذن بالشفاعة ثم يتطلبون التفصيل بقولهم ( ماذا قال ربكم ) ليعلموا من أذن له ممن لم يؤذن له وهذا كما يوكرر النظر ويعاود المطالعة من ينتظر القبول أو هم تساءلون عن ذلك من شدة الخشية فإنهم إذا فزع عن قلوبهم تساءلوا لمزيد التحقيق بما استبشروا به فيجابون أنه قال الحق .
فضمير ( قالوا ماذا قال ربكم ) عائد على بعض مدلول قوله ( لمن أذن له ) . وهم الذين أذن للشفعاء لقبول شفاعتهم منهم وهم يوجهون هذا الاستفهام إلى الملائكة الحافين وضمير ( قالوا الحق ) عائد إلى المسؤولين وهم الملائكة .
ويظهر أن كلمة ( الحق ) وقعت حكاية لمقول الله بوصف يجمع متنوع أقوال الله تعالى حينئذ من قبول شفاعة في بعض المشفوع فيهم ومن حرمان لغيرهم كما يقال : ماذا قال القاضي للخصم ؟ فيقال : قال الفصل . فهذا حكاية لمقول الله بالمعنى .
وانتصاب ( الحق ) على أنه مفعول ( قالوا ) يتضمن معنى الملام أي قال الكلام الحق كقوله : .
وقصية تأتي الملوك غريبة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها هذا هو المعنى الذي يقتضيه نظم الآية ويلتئم مع معانيها . وقد ذهبت في تفسيرها أقوال كثير من المفسرين طرائق قداد وتفرقوا بددا بددا .
و ( ذا ) من قوله ( ماذا ) إشارة عوملت معاملة الموصول لأن أصل : ماذا قال : ما هذا الذي قال فلما كثر استعمالها بدون ذكر اسم الموصول قيل إن ( ذا ) بعد الاستفهام تصير اسم موصول وقد يذكر الموصول بعدها كقوله تعالى ( من ذا الذي يشفع عنده ) .
وقرأ أبن عامر ويعقوب ( فزع ) بفتح الفاء وفتح الزاي مشددة بصيغة البناء للفاعل أي فزع الله عن قلوبهم .
A E وقد ورد في أحاديث الشفاعة عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أن الله يقول لآدم : " أخرج بعث النار من ذريتك " وفي حديث أنس في شفاعة النبي A لأهل المحشر كلهم ( ليدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ) . وفيه أن الأنبياء أبوا أن يشفعوا وأن أهل المحشر أتوا محمدا A وأنه استأذن ربه في ذلك فقال له " سل تعطي وأشفع تشفع " وفي حديث أبي سعيد " أن النبي A لعمه أبي طالب فيجعل فيه ضخضاح من نار يبلغ كعبيه تغلي منه أم دماغه " .
وجملة ( وهو العلي الكبير ) تتم جواب المجيبين عطفوا تعظيم الله بذكر صفتين من صفات جلاله وهما صفة ( العلي ) وصفة ( الكبير ) .
والعلو : علو الشأن الشامل لمنتهى الكمال في العلم .
والكبر : العظمة المعنوية وهي منتهى القدرة والعدل والحكمة وتخصيص هاتين الصفتين لمناسبة مقام الجواب أي قد قضى بالحق لكل أحد بما يستحقه فإنه يخفي عليه حال أحد ولا يعوقه عن إيصاله إلى حقه عائق ولا يجوز دونه حائل .
وتقدم ذكر هاتين الصفتين في قوله ( وأن الله هو العلي الكبير ) في سورة الحج . واعلم أنه ورد في صفة تلقى الملائكة الوحي يسأل الذي يبلغه إليه بمثل هذا الكلام كما في حديث أبي هريرة في صحيح البخاري وغيره : أن نبي الله A قال " إذا قضي الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا للذي قال الحق وهو العلي الكبير " اه . فمعنى قوله في الحديث : قضى صدر منه أمر التكوين الذي تتولى الملائكة تنفيذه وقوله في الحديث " في السماء " يتعلق ب " قضى " بمعنى أوصل قضاءه إلى السماء حيث مقر الملائكة وقوله " خضعانا لقوله " أي خوفا وخشية وقوله " فزع عن قلوبهم " أي أزيل الخوف عن نفوسهم .
وفي حديث ابن عباس من الترمذي " إذا قضي ربنا أمرا سبح له حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم " قال " ثم أهل كل سماء " الحديث . وذلك لا يقتضي أنه المراد في آية سورة سبأ وإنما هذه صفة تلتقي الملائكة أمر الله في الدنيا والآخرة فكانت أقوالهم على سنة واحدة