وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والأكل " يضم الهمزة وسكون الكاف ويضم الكاف " : المأكول . قرأ نافع وابن كثير بضم الهمزة وسكون الكاف . وقرأه باقي العشرة بضم الكاف وقرأ الجمهور ( أكل ) بالتنوين مجرورا فإذا كان ( خمط ) مرادا به الشجر المسمى بالخمط فلا يجوز أن يكون ( خمط ) صفة ل ( أكل ) لأن الخمط شجر ولا أن يكون بدلا من ( أكل ) كذلك ولا عطف بيان كما قدره أبو علي لأن عطف البيان كالبدل المطابق فتعيين أن يكون ( خمط ) هنا صفة يقال : شيء خامط إذا كان مرا .
وقرأه أبو عمرو ويعقوب ( أكل ) بالإ ضافة إلى ( خمط ) فالخمط إذن مراد به شجر الأراك وأكله ثمره وهو البرير وهو مر الطعم .
ومعنى ( ذواتي أكل ) صاحبتي أكل ف ( ذوات ) جمع ( ذات ) التي بمعنى صاحبه وهي مؤنث ( ذو ) بمعنى صاحب وأصل ذات ذواة بهاء التأنيث مثل ذوات ووزنها فعله بفتحتين ولامها واور فأصلها ذووه فلما تحركت الواو إثر فتحة قلبت ألفا ثم خففوها في حال الإفراد بحذف العين فقالوا : ذات فوزنها فلت أو فله . وقال الجوهري : أصل التاء في ذات هاء مثل نواة لأنك إذا وقفت عليها في الواحد قلت : ذاه بالهاء ولكنهم لما وصلوا بما بعدها بالإضافة صارت تاء ويدل لكون أصلها هاء أنه إذا صغر يقال ذويه بهاء التأنيث اه . ولم يبين أئمة اللغة وجه هذا الإبدال ولعله لكون الكلمة بنيت على حرف واحد وألف هي مدة الفتحة فكان النطق بالهاء بعدهما ثقيلا في حال الوقف ثم لما ثنوها ردوها إلى أصلها لأن التثنية ترد الأشياء إلى أصولها فقالوا : ذواتا كذا وحذفت النون للزوم إضافته وأصله : ذويات . فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ووزنه فعلتان وصار وزنه بعد القلب فعاتان وإذا جمعوها عادوا إلى الحذف فقالوا ذوات كذا بمعنى صاحبات وأصله ذويات فقلب الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فأصل وزن ذواتى فعلات ثم صار وزنه بعد القلب فعات وهو مما ألحق بجمع المؤنث السالم لأن تاءه في المفرد أصلها هاء وأما تاؤه في الجمع فهي تاء صارت عوضا عن الهاء التي في المفرد على سنة الجمع بألف وتاء .
( ذلك جزيناهم بما كفروا وهل يجزى إلا الكفور [ 17 ] ) استئناف بياني ناشئ عن قوله ( فأرسلنا عليهم سيل العرم ) فهو من تمام الاعتراض .
واسم الإشارة يجوز أن يكون في محل نصب نائبا عن المفعول المطلق المبين لنوع الجزاء وهو من البيان بطريق الإشارة أي جزيناهم الجزاء المشار إليه وهو ما تقدم من التبديل بجنتيهم جنتين أخريين . وتقديمه على عامله للاهتمام بشدة ذلك الجزاء . واستحضاره باسم الإشارة لما فيه من عظمة هوله .
A E ويجوز أن يكون اسم الإشارة في محل رفع بالابتداء وتكون الإشارة إلى ما تقدم من قوله ( فأرسلنا عليهم سيل العرم ) إلى قوله ( من سدر قليل ) ويكون جملة ( جزيناهم ) خبر المبتدأ والرابط ضمير محذوف تقديره : جزيناهموه .
والباء في ( بما كفروا ) للسبيبة و ( ما ) مصدرية أي بسبب كفرهم .
وكفر هو الكفر بالله أي إنكار إلهيته لأنهم عبدة الشمس .
والاستفهام في ( وهل يجازى ) إنكاري في معنى النفي كما دل عليه الاستثناء .
والكفور : الشديد الكفر لأنهم كانوا لا يعرفون اللهو يعبدون الشمس فهم أسوأ حالا من أهل الشرك .
والمعنى : ما يجازى ذلك الجزاء إلا الكفور لأن ذلك الجزاء عظيم في نوعه أي نوع العقوبات فإن العقوبة من جنس الجزاء . والمثوبة من جنس الجزاء فلما قيل ( ذلك جزيناهم بما كفروا ) تعين أن المراد : وهل يجازى مثل جزائهم إلا الكفور فلا يتوهم أن هذا يقتضي أن غير الكفور لا يجازى على فعله ولا أن الثواب لا يسمى جزاء ولا أن العاصي المؤمن لا يجازى على معصيته لأن تلك التوهمات كلها مندفعة بما في اسم الإشارة من بيان نوع الجزاء فإن الاستئصال ونحوه لا يجري على المؤمنين .
وقرأ الجمهور ( يجازى ) بياء الغائب والبناء للمجهول ورفع ( الكفور ) .
وقرأ حمزة والكسائي بنون العظمة والبناء للفاعل ونصب ( الكفور ) .
( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين [ 18 ] ) تكملة القصة بذكر نعمة بعد نعمة فإن ما تقدم لنعمة الرخاء والبهجة وطيب الإقامة وما هنا لنعمة الأمن وتيسير الأسفار وعمران بلادهم