وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وشمل اسم النذير جوامع ما في الشريعة من النواهي والعقوبات وهو قسم الاجتناب من قسم التقوى فإن المنهيات متضمنة مفاسد فهي مقتضية تخويف المقدمين على فعلها من سوء الحال في العاجل والآجل .
والداعي إلى الله هو الذي يدعو لناس إلى ترك عبادة غير الله ويدعوهم إلى اتباع ما يأمرهم به الله . وأصل دعاه إلى فلان : أنه دعاه إلى الحضور عنده . يقال : أدع فلانا إلي . ولما علم أن الله تعالى منزه من جهة يحضرها الناس عنده تعين أن معنى الدعاء إليه الدعاء إلى ترك الاعتراف بغيره " كما يقولون : أبو مسلم الخرساني يدعو إلى الرضى من آل البيت " فشمل هذا الوصف أصول الاعتقاد في شريعة الإسلام مما يتعلق بصفات الله لأن دعوة الله دعوة إلى معرفته وما يتعلق بصفات الدعاة إليه من الأنبياء والرسل والكتب المنزلة عليهم .
وزيادة ( بأذنه ) ليفيد أن الله أرسله داعيا إليه ويسر له الدعاء إليه مع ثقل أمر هذا الدعاء وعظم خطره وهو ما كان استشعره النبي A في مبدأ الوحي من الخشية إلى أن أنزل عليه ( يا أيها المدثر قم فأنذر ) ومثله قوله تعالى لموسى ( لا تخف إنك أنت الأعلى ) فهذا إذن خاص وهو الإذن بعد الإحجام المقتضي للتيسير فأطلق اسم الإذن على التيسير على وجه المجاز المرسل . ونظيره قوله تعالى خطابا لعيسى عليه السلام ( وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني ) وقوله حكاية عن عيسى ( فأنفخ فيه فيكون طائرا بإذن الله ) .
وقوله ( وسراجا منيرا ) تشبيه بليغ بطريقة الحالية وهو طريق جميل أي أرسلناك كالسراج المنير في الهداية الواضحة التي لا لبس فيها والتي لا تترك للباطل شبهة إلا فضحتها وأوقفت الناس على دخائلها كما يضيء السراج الوقاد ظلمة المكان . وهذا الوصف يشمل ما جاء به النبي A من البيان وإيضاح الاستدلال وانقشاع ما كان قبله من الأديان من مسالك للتبديل والتحريف فشمل ما في الشريعة من أصول الاستنباط والتفقه في الدين والعلم فإن العلم يشبه بالنور فناسبه السراج المنير . وهذا وصف شامل لجميع الأوصاف التي وصف بها آنفا فهو كالفذلكة وكالتذييل .
ووصف السراج ب ( منيرا ) مع أن الإنارة من لوازم السراج هو كوصف الشيء بالوصف المشتق من لفظه في قوله : شعر شاعر وليل أليل لإفادة قوة معنى الاسم في الموصوف به الخاص فإن هدى النبي A هو أوضح الهدى . وإرشاد أبلغ إرشاد .
روى البخاري في كتاب التفسير من صحيحه في الكلام على سورة الفتح عن عطاء بن يسار أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : " أن هذه الآية التي في القرآن ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) قال في التوراة : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح " أو ويغفر " ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح " أو فيفتح " به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا " اه .
A E وقول عبد الله بن عمرو " في التوراة " يعني بالتوراة : أسفار التوراة وما معها من أسفار الأنبياء إذ لا يوجد مثل ذلك فيما رأيت من الأسفار الخمسة الأصلية من التوراة . وهذا الذي حدث به عبد الله بن عمرو ورأيت مقاربه في سفر النبي أشعياء من الكتب المعبر عنها تغليبا وهي الكتب المسماة بالعهد القديم ؛ وذلك في الإصحاح الثاني والأربعين منه بتغيير بقليل " أحسب أنه من اختلاف الترجمة أو من تفسيرات بعض الأحبار وتأويلاتهم ففي الإصحاح الثاني والأربعين منه " هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم وفتيلة خامدة لا تطفأ إلى الأمان يخرج الحق لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك بيدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم لنفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة أنا الرب هذا اسمي ومجدي لا أعطيه لآخر "