وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا النداء الثالث للنبي A فإن الله لما أبلغه بالنداء الأول ما هو متعلق بأزواجه وما تخلل ذلك من التكليف والتذكير ناداه بأوصاف أودعها سبحانه فيه للتنويه بشأنه وزيادة رفعة مقداره وبين له أركان رسالته فهذا الغرض هو وصف تعلقات رسالته بأحوال أمته وأحوال الأمم السالفة .
وذكر له هنا خمسة أوصاف هي : شاهد . ومبشر . ونذير . وداع إلى الله . وسراج منير . فهذه الأوصاف ينطوي إليها وتنطوي على مجامع الرسالة المحمدية فلذلك اقتصر عليها من بين أوصافه الكثيرة .
والشاهد : المخبر عن حجة المدعي ودفع دعوى المبطل فالرسول A شاهد بصحة ما هو صحيح من الشرائع وبقاء ما هو صالح للبقاء منها ويشهد ببطلان ما ألصق بها وبنسخ ما لا ينبغي بقاؤه من أحكامها بما أخبر عنهم في القرآن والسنة قال تعالى ( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) . وفي حديث الحشر " يسأل كل رسول هو بلغ ؟ فيقول : نعم . فيقول الله : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد وأمته " ... الحديث .
ومحمد A شاهد أيضا على أمته بمراقبة جريهم على الشريعة في حياته وشاهد عليهم في عرصات القيامة قال تعالى ( وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) فهو شاهد على المستجيبين لدعوته وعلى المعرضين عنها وعلى من استجاب للدعوة ثم بدل . وفي حديث الحوض " ليردن علي ناس من أصحابي الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دوني فأقول : يا رب أصيحابي أصيحابي . فيقال لي : أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول تبا وسحقا لمن أحدث بعدي " يعني : أحدثوا الكفر وهم أهل الردة كما في بعض روايات الحديث " إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم " . فلا جرم كان وصف الشاهد أشمل هذه الأوصاف للرسول A بوصف كونه رسولا لهذه الأمة وبوصف كونه خاتما للشرائع ومتمما لمراد الله من بعثة الرسل .
والمبشر : المخبر بالبشرى والبشارة . وهي الحادث المسر لمن يخبر به والوعد بالعطية والنبي A مبشر لأهل الإيمان والمطيعين بمراتب فوزهم . وقد تضمن هذا الوصف ما اشتملت عليه الشريعة من الدعاء إلى الخير من الأوامر وهو قسم الامتثال من قسمي التقوى فإن التقوى امتثال المأمورات واجتناب المنهيات والمأمورات متضمنة المصالح فهي مقتضية بشارة فاعليها بحسن الحال في العاجل والآجل .
وقدمت البشارة على النذارة لأن النبي A غلب عليه التبشير لأنه رحمة للعالمين ولكثرة عدد المؤمنين في أمته .
والنذير : مشتق من لإنذار وهو الإخبار بحلول حادث مسيء أو قرب حلوله والنبي E منذر للذين يخالفون عنه دينه من كافرين به ومن أهل العصيان بمتفاوت مؤاخذتهم على عملهم .
وانتصب ( شاهدا ) على الحال من كاف الخطاب وهي حال مقدرة أي أرسلناك مقدرا أن تكون شاهدا على الرسل والأمم في الدنيا والآخرة . ومثل سيبويه للحال المقدرة بقوله : مررت برجل معه صقر صائدا به .
A E وجيء في جانب النذارة بصيغة فعيل دون اسم الفاعل لإدارة الاسم فإن النذير في كلامهم اسم للمخبر بحلول العدو بديار القوم . ومن الأمثال : أنا النذير العريان أي الآتي بخبر حلول العدو بديار القوم . والمراد بالعريان أنه ينزع عنه قميصه ليشير به من مكان مرتفع فيراه من لا يسمع نداءه فالوصف بنذير تمثيل بحال نذير القوم كما قال ( إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) للإيماء إلى تحقيق ما أنذرهم به حتى كأنه قد حل بهم وكأن المخبر عنه مخبر عن أمر قد وقع ؛ وهذا لا يؤديه الا اسم النذير ولذلك كثر في القرآن الوصف بالنذير وقل الوصف بمنذر . وفي الصحيح : أن رسول الله لما أنزل عليه ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) خرج حتى صعد الصفا فنادى يا صباحاه " كلمة ينادي بها من يطلب النجدة " فاجتمعوا إليه فقال : أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ؟ قالوا : نعم . قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " . فهذا يشير إلى تمثيل الحالة التي استخلصها بقوله ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) من معنى التقريب