وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وفي إيراد الموصول إشارة إلى أنه تعالى معروف عندهم بمضمون الصلة بحسب غالب الاستعمال : فأما لأن المسلمين يعلون على وجه الأجمال أنهم لا يأتهم خير لا من جانب الله تعالى فكل تفصيل لذلك الإجمال دخل في علمهم ومنه أنه يصلي عليهم ويأمر ملائكته بذلك وإما أن يكون قد سبق لهم علم بذلك تفصيلا من قبل : فبعض آيات القرآن كقوله تعالى ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ) فقد علم المسلمون أن استغفار الملائكة للمؤمنين بأمر من الله تعالى لقوله تعالى ( ما من شفيع إلا من بعد أذنه ) والدعاء لأحد الشفاعة له على أن جملة صلة الموصول أن ملائكته يصلون على المؤمنين . وذلك معلوم من آيات كثيرة وقد يكون ذلك بإخبار النبي A المؤمنين فيما قبل نزول هذه الآية ويؤيد هذا المعنى قوله بعده ( وكان بالمؤمنين رحيما ) كما يأتي قريبا .
واللام في قوله ( ليخرجكم ) متعلقة ب ( يصلي ) . فعلم أن هذه الصلاة جزاء عاجل حاصل وقت ذكرهم وتسبيحهم .
والمراد بالظلمات : الضلالة وبالنور : الهدى وبإخراجهم من الظلمات : دوام ذلك والاستزادة منه لأنهم لما كانوا مؤمنين كانوا قد خرجوا من الظلمات إلى النور ( ويزيد الله الذين اهتدوا هدى ) .
وجملة ( وكان بالمؤمنين رحيما ) تذييل .
ودل بالإخبار عن رحمته بالمؤمنين بإقحام فعل ( كان ) وخبرها لما تقتضيه ( كان ) من ثبوت ذلك الخبر له تعالى تحقيقه وأنه شأن من شؤونه المعروف بها في آيات كثيرة .
ورحمته بالمؤمنين أعم من صلاته عليهم لأنها تشمل إسداء النفع إليهم وإيصال الخير لهم بالأقوال والأفعال والألطاف .
( تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما [ 44 ] ) أعقب الجزاء العاجل الذي أنبأ عنه قوله ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ) بذكر جزاء آجل وهو ظهور أثر الأعمال التي عملوها في الدنيا وأثر الجزاء الذي عجل لهم عليها من الله في كرامتهم يوم يلقون ربهم .
فالجملة تكملة للتي قبلها لإفادة صلاة الله وملائكته واقعة في الحياة الدنيا وفي الدار الآخرة .
والتحية : الكلام الذي يخاطب به عند ابتداء الملاقاة إعرابا عن السرور باللقاء من دعاء ونحوه . وهذا الاسم في الأصل مصدر حياه إذا قال له : أحياك الله أي أطال حياتك . فسمى به كلام المعرب عن ابتغاء الخير للملاقى أو الثناء عليه لأن غلب أن يقولوا : أحياك الله عند ابتداء الملاقاة فأطلق اسمها على كل دعاء وثناء يقال عند الملاقاة . وتحية الإسلام : سلام عليك أو السلام عليكم دعاء بالسلامة والأمن أي من المكروه لأن السلامة أحسن ما يبتغى في الحياة . فإذا أحياه الله ولم يسلمه كانت الحياة ألما وشرا ولذلك كانت تحية المؤمنين يوم القيامة السلام بشارة بالسلامة مما يشاهده الناس من الأهوال المنتظرة . وكذلك تحية أهل الجنة فيما بينهم تلذذا باسم ما هم فيه من السلامة من أهوال أهل النار وتقدم في قوله ( وتحيتهم فيها سلام ) في سورة يونس .
وإضافة التحية إلى ضمير المؤمنين من إضافة اسم المصدر إلى مفعوله أي تحية يحيون بها .
A E ولقاء الله : الحضور إلى حضرة قدسه للحساب في المحشر . وتقدم تفصيل الكلام عليها عند قوله تعالى ( واعلموا أنكم ملاقوه ) في سورة البقرة . وهذا اللقاء عام لجميع الناس كما قال تعالى ( فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه ) فميز الله المؤمنين يومئذ بالتحية كرامة لهم .
وجملة ( وأعد لهم أجرا كريما ) حال من ضمير الجلالة أي يحييهم يوم يلقونه وقد أعد لهم أجرا كريما . والمعنى : ومن رحمته بهم أن بدأهم بما فيه بشارة بالسلامة وقد أعد لهم أجرا كريما إتماما لرحمته بهم .
والأجر : الثواب . والكريم : النفيس في نوعه وقد تقدم عند قوله تعالى ( إني ألقي إلي كتاب كريم ) في سورة النمل . والأجر الكريم : نعيم الجنة .
( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا [ 45 ] وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا [ 46 ] )