وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والجملة استئناف ابتدائي متصل بما قبله للمناسبة التي أشرنا إليها .
والذكر : ذكر اللسان وهو المناسب لموقع الآية بما قبلها وبعدها .
والتسبيح يجوز أن يراد به الصلوات النوافل فليس عطف ( وسبحوه ) على ( اذكروا الله ) من عطف الخاص على العام .
ويجوز أن يكون المأمور به من التسبيح قول : سبحان الله فيكون عطف ( وسبحوه ) على ( اذكروا الله ) من عطف الخاص على العام اهتماما بالخاص لأن معنى التسبيح التنزيه عما لا يجوز على الله من النقائص فهو من أكمل الذكر لاشتماله على جوامع الثناء والتجميد ولأن في التسبيح إيماء إلى التبرؤ مما يقوله المنافقون في حق النبي A فيكون في معنى قوله تعالى ( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ) فإن كلمة : سبحان الله يكثر أن تقال في مقام التبرؤ من نسبة ما لا يليق إلى أحد كقول النبي A " سبحان الله ! المؤمن لا ينجس " . وقول هند بنت عتبة حين أخذ على النساء البيعة ( أن لا يزنين ) : سبحان الله أتزني الحرة .
والبكرة : أول النهار . والأصيل : العشي الوقت الذي بعد العصر . وانتصبا على الظرفية التي يتنازعها الفعلان ( اذكروا الله ... وسبحوه ) .
والمقصود من البكرة والأصل إعمار أجزاء النهار بالذكر والتسبيح بقدر المكنة لأن ذكر طرفي الشيء يكون كناية على استيعابه كقول طرفة : .
" لكالطول المرخى وثنياه باليد ومنه قولهم : المشرق والمغرب كناية عن الأرض كلها والرأس والعقب كناية الجسد كله والظهر والبطن كذلك .
وقدم البكرة على الأصيل لأن البكرة أسبق من الأصيل لا محالة . وليس الأصيل جديرا بالتقديم في الذكر كما قدم لفظ ( تمسون ) في قوله في سورة الروم ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ) لأن كلمة المساء تشمل أول الليل فقدم لفظ ( تمسون ) هنالك رعيا لاعتبار الليل أسبق في حساب أيام الشهر عند العرب وفي الإسلام وليست كذلك كلمة الأصيل .
( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما [ 43 ] ) تعليل للأمر بذكر الله وتسبيحه بأن ذلك مجلبة لانتفاع المؤمنين بجزاغءالله على ذلك بأفضل منه من جنسه وهو صلاته وصلاة ملائكته . والمعنى : أنه يصلي عليكم وملائكته إذا ذكرتموه ذكرا بكرة وأصيلا .
وتقديم المسند إليه على الخبر الفعلي في قوله ( هو الذي يصلي عليكم ) لإفادة التقوي وتحقيق الحكم . والمقصود تحقيق ما تعلق بفعل ( يصلي ) من قول ( ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) .
A E والصلاة : الدعاء والذكر بخير وهي من الله الثناء . وأمره بتوجيه رحمته في الدنيا والآخرة أي اذكروه ليذكركم لقوله ( فاذكروني أذكركم ) وقوله في الحديث القدسي " فإن ذكروني في نفسه ذكرتهم في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم " .
وصلاة الملائكة : دعاؤهم للمؤمنين فيكون دعاؤهم مستجابا عند الله فيزيد الذاكرين على ما أعطاهم بصلاته تعالى عليهم . ففعل ( يصلي ) مسند إلى الله والى ملائكته لأن حرف العطف يفيد تشريك المعطوف والمعطوف عليه في العامل فهو عامل واحد له معمولان فهو يستعمل في القدر المشترك الصالح لصلاة الله تعالى وصلاة الملائكة الصادق في كل بما يليق به بحسب لوازم معنى الصلاة التي تتكيف بالكيفية المناسبة لمن أسندت إليه .
ولا حاجة إلى دعوى استعمال المشترك في معنييه على أنه لا مانع منه على الأصح ولا إلى دعوى عموم المجاز . واجتلاب ( يصلي ) بصيغة المضارع لإفادة تكرر الصلاة وتجددها كلما تجدد الذكر والتسبيح أو إفادة تجددها بحسب أسباب أخرى من أعمال المؤمنين وملاحظة إيمانهم