وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمنفي هو وصف الأبوة المباشرة لأنها الغرض الذي سيق الكلام لأجله والذي وهم فيه من وهم فلا التفات إلى كونه جدا للحسن والحسين ومحسن أبناء ابنته فاطمة Bها إذ ليس ذلك بمقصود . ولا يخطر ببال أحد نفي أبوته لهم بمعنى الأبوة العليا أو المراد أبوة الصلب دون أبوة الرحم .
وإضافة ( رجال ) إلى ضمير المخاطبين والعدول عن تعريفه باللام لقصد توجيه الخطاب إلى الخائضين في قضية تزوج زينب إخراجا للكلام في صيغة التغليط والتغليظ .
وأما توجيهه بأنه كالاحتراز عن أحفاده وانه قال ( من رجالكم ) وأما الأحفاد فهم من رجاله ففيه سماجة وهو أن يكون في الكلام توجيه بأن محمدا A بريء من المخاطبين اعني المنافقين وليس بينه وبينهم الصلة الشبيهة بصلة الأبوة الثابتة بطريقة لحن الخطاب من قوله تعالى ( وأزواجه أمهاتكم ) كما تقدم .
واستدراك قوله ( ولكن رسول الله ) لرفع ما قد يتوهم من نفي أبوته من انفصال صلة التراحم والبر بينه وبين الأمة فذكروا بأنه رسول الله A فهو كالأب لجميع أمته في شفقته ورحمته بهم وفي برهم وتوقيرهم إياه شأن كل نبي مع أمته .
والواو الداخلة على ( لكن ) زائدة و ( لكن ) عاطفة ولم ترد ( لكن ) في كلام العرب عاطفة إلا مقترنة بالواو كما صرح به المرادي في شرح التسهيل . وحرف ( لكن ) مفيد الاستدراك .
وعطف صفة ( خاتم النبيين ) على صفة ( رسول الله ) تكميل وزيادة في التنويه بمقامه A وإيماء إلى أن في انتفاء أبوته لأحد من الرجال حكمة قدرها الله تعالى وهي إرادة أن لا يكون إلا مثل الرسل أو أفضل في جميع خصائصه .
وإذا قد كان الرسل لم يخل عمود أبنائهم من نبي كان كونه خاتم النبيين مقتضيا أن لا يكون له أبناء بعد وفاته لأنهم لو كانوا أحياء بعد وفاته ولم تخلع عليهم خلعة النبوءة لأجل ختم النبوة به كان ذلك غضا فيه دون سائر الرسل وذلك ما لا يريده الله به . ألا ترى أن الله لما أراد قطع النبوة من بني إسرائيل بعد عيسى عليه السلام صرف عيسى عن التزوج .
A E فلا تجعل قوله ( وخاتم النبيين ) داخلا في حيز الاستدراك لما علمت من أنه تكميل واستطراد بمناسبة إجراء وصف الرسالة عليه . وببيان الحكمة يظهر حسن موقع التذييل بجملة ( وكان الله بكل شيء عليما ) إذ يظهر حكمته فيما قدره من الأقدار كما في قوله تعالى ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس ) إلى قوله ( ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم ) .
والآية نص في أن محمدا A خاتم النبيين وأنه لا نبي بعده في البشر لأن النبيين عام فخاتم النبيين هو خاتمهم في صفة النبوة . ولا يعكر على نصية الآية أن العموم دلالته على الأفراد ظنية لأن ذلك لاحتمال وجود مخصص . وقد تحققنا عدم المخصص بالاستقراء .
وقد اجمع الصحابة على أن محمدا A خاتم الرسل والأنبياء وعرف ذلك وتواتر بينهم وفي الأجيال من بعدهم ولذلك لم يترددوا في تكفير مسيلمة والأسود العنسي فصار معلوما من الدين بالضرورة فمن أنكره فهو كافر خارج عن الإسلام ولو كان معترفا بأن محمد A رسول الله للناس كلهم . وهذا النوع في اختلاف بعضهم في ججية الإجماع إذ المختلف في حجيته هو الإجماع المستند لنظر وأدلة اجتهادية بخلاف المتواتر المعلوم بالضرورة في كلام الغزالي في خاتمة كتاب الاقتصاد في الاعتقاد مخالفة لهذا على ما فيه من قلة تحرير . وقد حمل عليه ابن عطية حملة غير منصفة وألزمه إلزاما فاحشا ينزه عنه علمه ودينه فرحمة الله عليها