وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والقدر بفتح الدال : إيجاد الأشياء على صفة مقصودة وهو مشتق من القدر بسكون الدال وهو الكمية المحددة المضبوطة وتقدم في قوله تعالى ( فسالت أودية بقدرها ) في سورة الرعد وقوله ( وما ننزله إلا بقدر معلوم ) في سورة الحجر . ولما كان من لوازم هذا المعنى أن يكون مضبوطا محكما كثرت الكناية بالقدر عن الإتقان والصدور عن العلم . ومنه حديث : " كل شيء بقضاء وقدر أي من الله .
واصطلح علماء الكلام : أن القدر اسم للإرادة الأزلية المتعلقة بالأشياء على ما هي عليه ويطلقونه على الشيء الذي تعلق به القدر وهو المقدور كما في هذه الآية فالمعنى : وكان أمر الله مقدرا على حكمة أرادها الله تعالى من ذلك الأمر فالله لما أمر رسوله عليه الصلاة السلام بتزوج زينب التي فارقها زيد كان عالما بأن ذلك لائق برسوله E كما قدر لأسلافه من الأنبياء .
وفي قوله ( الذين يبلغون ) جيء بالموصول دون اسم الإشارة أو الضمير لما في هذه الصلة من إيماء إلى انتفاء الحرج عن الأنبياء في تناول المباح بأن الله أراد منهم تبليغ الرسالة وخشية الله بتجنب ما نهى عنه ولم يكفلهم إشقاق نفوسهم بترك الطيبات التي يريدونها ولا حجب وجدانهم عن إدراك الأشياء على ما هي عليه من حسن الحسن وقبح القبيح ولا عن انصراف الرغبة إلى تناول ما حسن لديهم إذ كان ذلك في حدود الإباحة ولا كلفهم مراعاة أميال الناس ومصطلحاتهم وعوائدهم الراجعة إلى الحيدة بالأمور عن مناهجها فإن في تناولهم رغباتهم المباحة عونا لهم على النشاط في تبليغ رسالات الله ولذلك عقب بقوله ( ولا يخشون أحدا إلا الله ) أي لا يخشون أحدا خشية تقتضي فعل شيء أو تركه .
ثم أن جملة ( الذين يبلغون ) إلى آخرها يجوز أن تكون في موضع الصفة للذين خلوا من قبل أي الأنبياء . وإذ قد علم أن النبي A متبع ما أذن الله له اتباعه من سنة الأنبياء قبله علم أنه متصف بمضمون جملة ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ) بحكم قياس المساواة فعلم أن الخشية التي في قوله ( وتخشى الناس ) ليست خشية خوف توجب ترك ما يكرهه الناس أو فعل ما يرغبونه بحيث يكون الناس محتسبين على النبي E ولكنها توقع أن يصدر من الناس وهم المنافقون ما يكرهه النبي E ويدل لذلك قوله ( وكفى بالله حسيبا ) أي الله حسيب الأنبياء لا غيره .
A E هذا هو الوجه في سياق تفسير هذه الآيات فلا تسلك في معنى الآية مسلكا يفضي بك إلى توهم أن النبي A حصلت منه خشية الناس وان الله عرض به في قوله ( ولا يخشون أحدا إلا الله ) تصريحا بعد أن عرض به تلميحا في قوله ( وتخشى الناس ) بل النبي عليه الصلاة والسلام لم يكترث بهم وأقدم على تزوج زينب فكل ذلك قبل نزول هذه الآيات التي ما نزلت إلا بعد تزوج زينب كما هو صريح قوله ( زوجناكها ) ولم يتأخر إلى نزول هذه الآية .
وإظهار اسم الجلالة في مقام الإضمار في قوله ( وكفى بالله حسيبا ) حيث تقدم ذكره لقصد أن تكون هذه الجملة جارية مجرى المثل والحكمة .
وإذ قد كان هذا وصف الأنبياء فليس في الآية مجال الاستدراك عليها بمسألة التقية في قوله تعالى ( إلا تتقوا منهم تقاة ) .
( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما [ 40 ] ) استئناف للتصريح بإبطال أقوال المنافقين والذين في قلوبهم مرض وما يلقيه اليهود في نفوسهم من الشك .
وهو ناظر إلى قوله تعالى ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ) . والغرض من هذا العموم قطع توهم أن يكون النبي A ولد من الرجال تجري عليه أحكام النبوة حتى لا يتطرق الإرجاف والاختلاق إلى أن يتزوجهن من أيامي المسلمين أصحابه مثل أم سلمة وحفصة .
و ( من رجالكم ) وصف ل ( أحد ) وهو احتراس لأن النبي A أبو بنات . والمقصود : نفي أن يكون أبا لأحد من الرجال في حين نزول الآية لأنه كان ولد له أولاد أو ولدان بمكة من خديجة وهم الطيب والطاهر " أو هما اسمان لواحد " والقاسم وولد له إبراهيم بالمدينة من مارية القبطية وكلهم ماتوا صبيانا ولم يكن منهم موجود حين نزول الآية