وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والجمع بين اللام وكي توكيد للتعليل كأنه يقول : ليست العلة غير ذلك ودلت الآية على أن الأصل في الحكام التشريعية أن تكون سواء بين النبي A والأمة حتى يدل دليل على الخصوصية .
وجملة ( وكان أمر الله مفعولا ) تذييل لجملة ( زوجناكها ) . وأمر الله يجوز أن يراد به من إباحة تزوج من كن حلائل الأدعياء فهو معنى الأمر التشريعي فيه . ومعنى ( مفعولا ) أنه متبع ممتثل فلا ينزه أحد عنه قال تعالى ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) .
ويجوز أن يراد الأمر التكويني وهو ما علم أنه يكون وقدر أسباب كونه فيكون معنى ( مفعولا ) واقعا . والمر من إطلاق السبب على المسبب والمفعول هو المسبب .
وتزوج النبي A زينب من أمر الله بالمعنيين .
( ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا [ 38 ] الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا [ 39 ] ) استئناف لزيادة بيان مساواة النبي A للأمة في إباحة تزوج مطلقة دعيه وبيان أن ذلك لا يخل بصفة النبوة لأن تناول المباحات من سنة الأنبياء قال تعالى ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ) وان النبي إذا رام الانتفاع بمباح لميل نفسه إليه ينبغي له أن يتناوله لئلا يجاهد نفسه فيما لم يؤمر بمجاهدة النفس فيه لأن الأليق به أن يستبقي عزيمته ومجاهدته لدفع ما أمر بتجنبه .
وفي هذا الاستئناف ابتداء لنقض أقوال المنافقين : أن النبي A تزوج امرأة ابنه .
ومعنى ( فرض الله له ) قدره إذ أذنه بفعله . وتعدية فعل ( فرض ) باللام تدل على هذا المعنى بخلاف تعديه بحرف ( على ) كقوله ( قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم ) .
والسنة : السيرة من عمل أو خلق يلازمه صاحبه . ومضى القول في هل السنة اسم جامد أو مصدر عند قوله تعالى ( قد خلت من قبلكم سنن ) في سورة آل عمران وعلى الأول فانتصاب ( سنة الله ) هنا على أنه اسم وضع في موضع المصدر لدلالته على معنى فعل ومصدر . وقال في الكشاف كقولهم : تربا وجندلا أي في الدعاء أي ترب تربا . وأصله : ترب له وجندل له . وجاء على مراعاة الأصل قول المعري : .
تمنت قويقا والسراة حيالها ... تراب لها من أينق وجمال ساق مساق التعجب المشوب بغضب .
وعلى الثاني فانتصاب ( سنة ) على المفعول المطلق وعلى كلا الوجهين فالفعل مقدر دل عليه المصدر أو نائبه . فالتقدير : سن الله سنته في الذين خلوا من قبل .
A E والمعنى : أن محمدا A متبع سنة الأنبياء الذين سبقوه اتباعا لما فرض الله له كما فرض لهم أي أباح .
والمراد ب ( الذين خلوا ) : الأنبياء بقرينة سياق لفظ النبي أي الذين خلوا من قبل النبوة . وقد زاده بيانا قوله ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ) فالأنبياء كانوا متزوجين وكان لكثير منهم عدة أزواج وكان بعض أزواجهم أحب إليهم من بعضهن .
فإن وقفنا عند ما جاء في هذه الآية وما بينته الآثار الصحيحة فالعبرة بأحوال جميع الأنبياء .
وإن تلقينا بشيء من الإغضاء بعض الآثار الضعيفة التي ألصقت بقصة تزوج زينب كان داود عليه السلام عبرة بالخصوص فقد كانت له زوجات كثيرات وكان قد أحب أن يتزوج زوجة ( أوريا ) وهي التي ضرب الله لها مثلا بالخصم الذين تسوروا المحراب وتشاركوا بين يديه . وستأتي في سورة ص وقد ذكرت القصة في سفر الملوك . ومحل التمثيل بداود في أصل انصراف رغبته إلى امرأة لم تكن حلالا له فصارت حلالا له وليس محل التمثيل فيما حف بقصة داود من لوم الله إياه على ذلك كما قال ( وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه ) الآية لأن ذلك منتف في قصة تزوج زينب .
وجملة ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) معترضة بين الموصوف والصفة إن كانت جملة ( الذين يبلغون ) صفة ل ( الذين خلوا من قبل ) أو تذييل مثل جملة ( وكان أمر الله مفعولا ) إن كانت جملة ( الذين يبلغون ) مستأنفة كما سيأتي والقول فيه مثل نظيره المتقدم آنفا