وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فإن قلت : فما معنى ما روي في الصحيح عن عائشة أنها قالت : لو كان رسول الله كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك ) الآية .
قلت : أرادت أن رغبة النبي A في تزوج زينب أو إعلام الله إياه بذلك كان سرا في نفسه لم يطلع عليه أحدا إذ لم يؤمر بتبليغه إلى أحد وعلى ذلك السر انبنى ما صدر منه لزيد في قوله ( أمسك عليك زوجك ) . فما طلقها زيد ورام تزوجها علم ان المنافقين سيرجفون بالسوء فلما أمره الله بذكر ذلك للأمة وتبليغ خبره بلغه ولم يكتمه مع انه ليس في كتمه تعطيل شرع ولا نقص مصلحة فلو كان كاتما لكتم هذه الآية التي هي حكاية سر في نفسه وبينه وبين ربه تعالى ولكنه لما كان وحيا بلغه لأنه مأمور بتبليغ كل ما أنزل إليه .
واعلم أن للحقائق نصابها وللتصرفات موانعها وأسبابها وأن الناس قد تمتلكهم العوائد فتحول بينهم وبين إدراك الفوائد فإذا تفشت أحوال في عاداتهم استحسنوها ولو ساءت وإذا ندرت المحامد دافعوها إذا رامت مداخلة عقولهم وشاءت وكل ذلك من تحريف الفطرة عن وضعها والمباعدة بين الحقائق وشرعها .
ولما جاء الإسلام أخذ يغزو تلك الجيوش ليقلعها من أقاصيها وينزلها من صياصيها فالحسن المشروع ما تشهد الفطرة لحسنه والقبيح الممنوع الذي أماتته الشريعة وأمرت بدفنه .
( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا [ 37 ] ) تفريع على جملة ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ) الآية وقد طوي كلام يدل عليه السياق وتقديره : فلم يقبل منك ما أشرت عليه ولم يمسكها .
ومعنى ( قضى ) استوفى وأتم . واسم ( زيد ) إظهار في مقام الإضمار لأن مقتضى الظاهر أن يقال : فلما قضى منها وطرا أي قضى الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه فعدل عن مقتضى الظاهر للتنويه بشأن زيد . قال القرطبي قال السهيلي : كان يقال له زيد بن محمد فلما نزع عنه هذا الشرف حين نزل ( ادعوهم لآبائهم ) وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحدا من أصحاب محمد A وهي أن سماه في القرآن ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم نوه غاية التنويه اه .
والوطر : الحاجة المهمة والنهمة قال النابغة : .
فمن يكن قد قضى من خلة وطرا ... فإنني منك قضيت أوطاري والمعنى : فلما استتم زيدا مدة معاشرة زينب فطلقها أي فلما لم يبق له وطر منها .
A E ومعنى ( زوجناكها ) إذنا لك بأن تتزوجها وكانت زينب أيما فتزوجها الرسول E برضاها . وذكر أهل السير : أنها زوجها إياه أخوها أبو أحمد بن الضرير واسمه عبد بن جحش فلما أمره الله بتزوجها قال لزيد بن حارثة : ما أجد في نفسي أوثق منك فاخطب علي قال زيد : فجئتها فوليتها ظهري توقيرا لرسول الله A وقلت : يا زينب أرسل رسول الله يذكرك . فقالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي وقامت إلى مسجدها وصلت صلاة الاستخارة فرضيت فجاء رسول الله A فدخل فبنى بها . وكانت زينب تفخر على نساء النبي A وتقول : زوجكن آباؤكن وزوجني ربي . وهذا يقتضي إن لم يتول أخوها أبو أحمد تزويجها فتكون هذه خصوصية للنبي A عند الذين يشترطون الولي في لنكاح كالمالكية دون قول الحنفية . ولم يذكر في الروايات أن النبي E أصدقها فعده بعض أهل السير من خصوصياته A فيكون في تزوجها خصوصيتان نبويتان .
وأشار إلى حكمة هذا التزويج في إقامة الشريعة وهي إبطال الحرج الذي كان يتحرجه أهل الجاهلية من أن يتزوج الرجل زوجة دعيه فلما أبطله الله بالقول إذ قال ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ) أكد إبطاله بالفعل حتى لا يبقى أدنى أثر من الحرج أن يقول قائل : إن ذاك وإن صار حلالا فينبغي التنزه عنه لأهل الكمال فاحتيط لانتفاء ذلك بإيقاع التزوج بامرأة الدعي من أفضل الناس وهو النبي A