وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وروي عن علي زين العابدين : أن الله أوحى إلى النبي A أنه سينكح زينب بنت جحش . وعن الزهري : نزل جبريل على النبي A يعلمه أن الله زوجه زينب بنت جحش وذلك هو ما في نفسه . وذكر القرطبي أنه مختار بكر بن العلاء القشيري وأبي بكر بن العربي .
والظاهر عندي : أن ذلك كان في الرؤيا كما أرى أنه قال لعائشة " أتاني بك الملك في المنام في سرقة من حرير يقول لي : هذه امرأتك فأكشف فإذا هي أنت فأقول : أن يكن هذا من عند لله يمضه " .
فقول النبي A لزيد ( أمسك عليك زوجك ) توفية بحق النصيحة وهو أمر نصح وإشارة بخير لا أمر تشريع لأن الرسول E في هذا المقام متصرف بحق الولاء والصحبة لا بصفة التشريع والرسالة وأداء هذه الأمانة لا يتأكد أنه كان يعلم أن زينب صائرة زوجا له لأن علم النبي بما سيكون لا يقتضي إجراءه وإرشاده أو تشريعه بخلاف علمه أو ظنه فإن النبي A كان يعلم أن أبا جهل مثلا لا يؤمن ولم يمنعه ذلك أن يبلغه الرسالة ويعاوده الدعوة ولأن رغبته في حصول شيء لا تقتضي إجراء أمره على حسب رغبته إن كانت رغبته تخالف ما يحمل الناس عليه كما كان يرغب أن يقوم أحد يقتل عبد الله بن سعد بن أبي سرح قبل أن يسمع إعلانه بالتوبة من ارتداده حين جاء به عثمان بن عفان يوم الفتح تائبا .
ولذلك كله لا يعد تصميم زيد على طلاق زينب عصيانا للنبي A لأن أمره في ذلك كان على وجه التوفيق بينه وبين زوجه . ولا يلزم أحدا المصير إلى إشارة المشير كما اقتضاه حديث بريرة مع زوجها مغيث إذ قال لها " لو راجعته ؟ فقالت : يا رسول الله تأمرني ؟ قال : لا إنما أنا أشفع قالت : لا حاجة لي فيه " .
وقوله ( أمسك عليك زوجك ) يؤذن بأنه جواب عن كلام صدر من زيد بأن جاء زيدا مستشيرا في فراق زوجه أو معلما بعزمه على فراقها .
( وأمسك عليك ) معناه : لازم عشرتها فالإمساك مستعار لبقاء الصحبة تشبيها للصاحب بالشيء الممسك باليد .
وزيادة ( عليك ) للدلالة ( على ) على الملازمة والتمكن مثل ( أولئك على هدى من ربهم ) أو لتضمن ( أمسك ) معنى احبس أي ابق في بيتك زوجك وأمره بتقوى الله تابع للإشارة بإمساكها أي اتق الله في عشرتها كما أمر الله ولا تحد عن واجب حسن المعاشرة أي اتق لله بملاحظة قوله تعالى ( فإمساك بمعروف ) .
A E وجملة ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) عطف على جملة ( تقول ) . والإتيان بالفعل المضارع في قوله ( وتخفي ) للدلالة على تكرر إخفاء ذلك وعدم ذكره . والذي في نفسه علمه بأنه سيتزوج زينب وأن زيدا يطلقها وذلك سر بينه وبين ربه ليس مما يجب عليه تبليغه ولا مما للناس فائدة من علمه حتى يبلغوه ألا ترى أنه لم يعلم عائشة ولا أباها برؤيا إتيان الملك بها في سرقة حرير إلا بعد أن تزوجها .
فما صدق ( ما في نفسك ) هو التزوج بزينب وهو الشيء الذي سيبديه الله لأن الله أبدى ذلك في تزويج النبي A بها ولم يكن أحد يعلم أنه سيتزوجها ولم يبد الله شيئا غير ذلك فلزم أن يكون ما أخفاه في نفسه أمر يصلح للإظهار في الخارج أي يكون من الصور المحسوسة .
وليست جملة ( وتخفي في نفسك ) حالا من الضمير في ( تقول ) كما جعله في الكشاف لأن ذلك مبني على توهم أن الكلام مسوق مساق العتاب على أن يقول كلاما يخالف ما هو مخفي في نفسه ولا يستقم له معنى . إذ يفضي إلى أن يكون اللائق به أن يقول له غير ذلك وهو ينافي مقتضى الاستشارة ويفضي إلى الطعن في صلاحية زينب للبقاء في عصمة زيد وقد استشعر هذا صاحب الكشاف فقال " فإن قلت فماذا أراد الله منه أن يقول حين قال له زيد : اريد مفارقتها وكان من الهجنة أن يقول له : أفعل فإني أريد نكاحها . قلت : كأن الذي أراد منه D أن يصمت عند ذلك أو يقول أنت أعلم بشأنك حتى لا يخالف سره في ذلك علانيته " اه وهو بناء على أساس كونه عتابا وفيه وهن .
وجملة ( وتخشى الناس ) عطف على جملة ( وتخفي في نفسك ) أي تخفي ما سيبديه الله وتخشى الناس من إبدائه