وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وزيد هو المعني بقوله تعالى ( للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ) فالله أنعم عليه بالإيمان والخلاص من أيدي المشركين بأن يسر دخوله في ملك رسول الله A والرسول E أنعم عليه بالعتق والتبني والمحبة ويأتي التصريح باسمه العلم إثر هذه الآية في قوله ( فلما قضى زيد منها وطرا ) وهو زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي من كلب بن وبرة وبنو كلب من تغلب . كانت خيل من بني القين بن جسر أغاروا على أبيات من بني معن خرجت به إلى قومها تزورهم فسبقته الخيل المغيرة وباعوه في سوق " بضم الحاء المهملة " بناحية مكة فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد زوج رسول الله A فلما تزوجها رسول الله A وهبته خديجة لرسول اله A " وزيد يومئذ ابن ثمان سنين " وذلك قبل البعثة فحج ناس من كلب فرأوا زيدا بمكة فعرفوه وعرفهم فأعلموا أباه ووصفوا موضعه وعند من هو فخرج أبوه حارثة وعمه كعب لفدائه فدخلا مكة وكلما النبي A في فدائه فأتى به النبي A إليهما فعرفهما فقال له النبي عليه لصلاة والسلام : اخترني أو اخترهما . قال زيدا : ما أنا بالذي اختار عليك أحدا فانصرف أبوه وعمه وطابت أنفسهما ببقائه فلما رأى النبي A منه ذلك أخرجه إلى الحجر وقال : " يا من حضر اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وارثه " فصار ابنا للنبي A على حكم التبني بالجاهلية وكان يدعى : زيد بن محمد .
وكان رسول الله A زوجه أم أيمن مولاته فولدت له أسامة بن زيد وطلقها . ثم أن رسول اله A زوجه زينب بنت جحش الأسدي حليف آل عبد شمس وهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب وهو يومئذ بمكة . ثم بعد أن الهجرة آخى الني A بينه وبين حمزة بن عبد المطلب ولما بطل حكم التبني بقوله تعالى ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ) صار يدعى : حب رسول الله . وفي سنة خمس قبل الهجرة بعد غزوة الخندق طلق زيد بن حارثة زينب بنت جحش فزوجه رسول الله A أم كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط وأمها البيضاء بنت عبد المطلب وولدت له زيد بن زيد ورقية ثم طلقها وتزوج درة بنت أبي لهب ثم طلقها وتزوج هند بنت العوام أخت الزبير .
A E وشهد زيد بدرا والمغازي كلها . وقتل في غزوة مؤتة سنة ثمان وهو أمير على الجيش وهو ابن خمس وخمسون سنة .
وزوج زيد المذكورة في الآية هي زينب بنت جحش الأسدية وكان اسمها برة فلما تزوجها النبي A سماها زينب وأبوها جحش من بني أسد بن خزيمة وكان أبوها حليفا لآل عبد شمس بمكة وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله A تزوجها زيد بن حارثة في الجاهلية ثم طلقها بالمدينة وتزوجها النبي A سنة خمس وتوفيت سنة عشرين من الهجرة وعمرها ثلاث وخمسون سنة فتكون مولودة سنة ثلاث وثلاثين قبل الهجرة أي سنة عشرين قبل البعثة .
والإتيان بفعل القول بصيغة المضارع لاستحضار صورة القول وتكريره مثل قوله تعالى ( يجادلنا في قوم لوط ) وقوله ( ويصنع الفلك ) وفي ذلك تصوير لحث النبي A زيدا إلى إمساك زوجه وأن لا يطلقها ومعاودته عليه .
والتعبير عن زيد بن حارثة هنا بالموصول دون اسمه العلم الذي يأتي في قوله ( فلما قضى زيد ) ولما تشعر به من الصلة المعطوفة وهي ( وأنعمت عليه ) من تنزه النبي A عن استعمال ولائه لحمله على تطليق زوجه فالمقصود هو الصلة الثانية وهي ( وأنعمت عليه ) لأن المقصود منها أن زيدا أخص الناس به وأنه الرسول E احرص على صلاحه وأنه أشار عليه بإمساك زوجه لصلاحها به وأما صلة ( أنعم الله عليه ) فهي توطئة للثانية .
واعلم أن المأثور الصحيح في هذه الحادثة : أن زيد بن حارثة بقيت عنده زينب سنين فلم تلد له فكان إذا جرى بينه وبينها ما يجري بين الزوجين تارة من خلاف أدلت عليه بسؤددها وغضت منه بولايته فلما تكرر ذلك عزم على أن يطلقها وجاء يعلم رسول الله بعزمه على ذلك لأنه تزوجها من عنده