وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومعنى ( إذا قضى الله ورسوله ) إذا عزم أمره ولم يجعل للمأمور خيارا في الامتثال فهذا الأمر هو الذي يجب على المؤمنين امتثاله احترازا من نحو قوله للذين وجدهم يأبرون نخلهم : " لو تركتموها لصلحت ثم قالوا : تركناها فلم تصلح فقال : أنتم أعلم بأمور دنياكم " . ومن نحو ما تقدم في أول السورة من همه بمصالحة الأحزاب على نصف ثمر المدينة ثم رجوعه عن ذلك لما استشار السعدين ومن نحو أمره يوم بدر بالنزول بأدنى ماء من بدر فقال له الحباب بن النذر : أهذا منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة . قال : فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثم نغور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملأه ماء فنشرب ولا يشربوا . فقال رسول الله A لقد أشرت بالرأي فنهض بالناس . وفي الحديث " أن النبي A كان في سفر وكان صائما فلما غربت الشمس قال لبلال : انزل فاجدح لنا فقال يا رسول الله لو أمسيت . ثم قال : انزل فاجدح لنا فقال : يا رسول الله لو أمسيت إن عليك نهارا ثم قال : انزل فأجدح فنزل فجدح له في الثالثة فشرب " . فمراجعة بلال رسول الله A من أجل أنه علم أن الأمر غير عزم .
وذكر اسم الجلالة هنا للإيماء إلى أن طاعة الرسول E طاعة لله قال تعالى ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ) . فالمقصود إذا قضى رسول الله أمرا كما تقدم في قوله تعالى ( فإن لله خمسه وللرسول ) في سورة الأنفال إذ المقصود : فإن للرسول خمسه .
والخيرة : اسم مصدر تخير كالطيرة اسم مصدر تطير . قيل ولم يسمع في هذا الوزن غيرهما وتقدم في قوله تعالى ( ما كان لهم الخيرة ) في سورة القصص .
و ( من ) تبعيضية . و ( أمرهم ) بمعنى شأنهم وهو جنس أي أمورهم . والمعنى : ما كان اختيار بعض شؤونهم ملكا يملكونه بل يتعين عليهم اتباع ما قضى الله ورسوله A فلا خيرة لهم .
A E و ( مؤمن ومؤمنة ) لما وقعا في حيز النفي يعمان جميع المؤمنين والمؤمنات فلذلك جاء ضميرها ضمير جمع لأن المعنى : ما كان لجمعهم ولا لكل واحد منهم الخيرة كما هو شأن العموم .
وقرأ الجمهور ( أن تكون ) بمثناة فوقية لأن فاعله مؤنث لفظا . وقرأه عاصم وحمزة والكسائي وخلف وهشام وابن عمر بتحتية لأن الفاعل المؤنث غير الحقيقي يجوز في فعله التذكير ولا سيما إذا وقع الفصل بين الفعل وفاعله .
وقوله ( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) تذييل تعميم للتحذير من مخالفة الرسول E سواء فيما هو فيه الخيرة أم كان عن عمد للهوى في المخالفة .
( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشيه ) و ( إذ ) اسم زمان مفعول لفعل محذوف تقديره : اذكر وله نظائر كثيرة . وهو من الذكر بضم الذال الذي هو بمعنى التذكر فلم يأمره الله بأن يذكر ذلك للناس إذ لا جدوى في ذلك لكنه ذكر رسول الله A ليرتب عليه قوله ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) . والمقصود بهذا الاعتبار بتقدير الله الأسباب لمسبباتها لتحقيق مراده سبحانه ولذلك قال عقبه : ( فلما قضى زيدا منها وطرا زوجناكها ) إلى قوله ( وكان أمر الله مفعولا ) وقوله ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) .
وهذا مبدأ المقصود من الانتقال إلى حكم إبطال التبني ودحض ما بناه المنافقون على أساسه الباطل بناء على كفر المنافقين الذين غمزوا مغامز في قضية تزوج رسول الله A زينب بنت جحش بعد أن طلقها زيد بن حارثة فقالوا : تزوج حليلة ابنه وقد نهى عن تزوج حلائل الأبناء . ولذلك ختمت هذه القصة وتوابعها بالثناء على المؤمنين بقوله ( هو الذي يصلي عليكم ) الآية . وبالإعراض عن المشركين والمنافقين وعن أذاهم