وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والمرجع في هذا المحمل إلى بيان الإجمال بالجمع بين أدلة الشريعة . وقد سكت جمهور المفسرين عن التصدي لبيان مفاد هذا الوعد ولم يعرج عليه فيما رأيت سوى صاحب الكشاف فجعل معنى قوله ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) : إن الجامعين والجامعات لهذه الطاعات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما وجعل واو العطف بمعنى المعية وجعل العطف على اعتبار المغايرة بين المتعاطفات في الأوصاف لا المغايرة بالذوات وهذا تكلف وصنع باليد وتبعه البيضوي وكثير . ويعكر عليه أن يجمع تلك الصفات لا يوجب المغفرة لأن الكبائر لا تسقطها عن صاحبها إلا التوبة إلا أن يضم إلى كلامه ضميمة وهي حمل ( الذاكرين الله والذاكرات ) على معنى المتصفين بالذكر اللساني والقلبي فيكون الذكر القلبي شاملا للتوبة كما في قوله تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ) فيكون الذين جمعوا هذه الخصال العشر قد حصلت لهم التوبة غير أن هذا الاعتذار عن الزمخشري لا يتجاوز هذه الآية فإن في القرآن آيات كثيرة مثلها يضيق عنها نطاق هذا الاعتذار منها قوله تعالى ( وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا ) إلى قوله ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ) الآية في سورة الفرقان .
( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا [ 36 ] ) A E معظم الروايات على أن هذه الآية نزلت في شأن خطبه زينب بنت جحش على زيد بن حارثة . قال ابن عباس : انطلق رسول الله A يخطب على فتاه زيد ابن حارثة زينب بنت جحش فاستنكفت وأبت وأبي وأخوها عبد الله بن جحش فأنزل الله تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ) الآية فتابعته ورضيت لأن تزويج زينب يزيد بن حارثة كان قبل الهجرة فتكون هذه الآية نزلت بمكة ويمون موقعها في هذه السورة التي هي مدنية إلحقاقا لها بها لمناسبة أن تكون مقدمة لذكر تزوج رسول الله A زينب الذي يظهر أن وقع بعد وقعة الأحزاب وقد علم الله ذلك من قبل فقدر له الأحوال التي حصلت من بعد .
ووجود واو العطف في أول الجملة يقتضي أنها معطوفة على كلام نزل قبلها من سورة أخرى لم نقف على تعيينه ولا تعيين السورة التي كانت الآية فيها وهو عطف جملة على جملة لمناسبة بينهما .
وروي عن جابر بن زيد أن سبب نزول هذه الآية أن وأم كلثوم بتت عقبة بن أبي معيط وكانت أول من هجران من النساء وأنها وهبت نفسها للنبي A فزوجها من زيد بن حارثة بعد أن طلق زيد زينب بنت جحش كما سيأتي قريبا فكرهت هي وأخوها ذلك وقالت : إنما أردت رسول الله فزوجني عبده ثم رضيت هي وأخوها بعد نزول الآية .
والمناسبة تعقيب الثناء على أهل خصال هي من طاعة الله بإيجاب طاعة الله والرسول A فلما أعقب ذلك بما في الاتصاف بما هو من أمر الله مما يكسب موعوده من المغفرة والأجر وسوى في ذلك بين النساء والرجال أعقبه بيان أ طاعة الرسول A فيما يأمر به ويعتزم الأمر هي طاعة واجبة وأنها ملحقة بطاعة الله وأن صنفي الناس الذكور والنساء في ذلك سواء كما كانا سواء في الأحكام الماضية .
وإقحام ( كان ) في النفي أقوى دلالة على انتفاء الحكم لأن فعل ( كان ) لدلالته على الكون أي الوجود يقتضي نفيه انتفاء الكون الخاص برمته كما تقدم غير مرة .
والمصدر المستفاد من ( أن تكون لهم الخيرة ) في محل رفع اسم ( كان ) المنفية وهي ( كان ) التامة .
وقضاء الأمر تبيينه والإعلام به قال تعالى ( وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع ( مصبحين )