وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال النبي A " ما أجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكر الله فيمن عنده " ففي قوله ( وذكرهم الله ) إيماء إلى أن الجزاء من جنس عملهم فدل على أنهم كانوا في شيء من ذكر الله وقد قال تعالى ( فاذكروني أذكركم ) وقال فيما أخبر رسوله A وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم " . وشمل ما يذكر عقب الصلوات ونحو ذلك من الأذكار .
والمحل الثاني : الذكر القلبي وهو ذكر الله عند أمره ونهيه كما قال عمر بن الخطاب : أفضل من ذكر الله باللسان ذكر الله عند أمره ونهيه وهو الذي في قوله تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفر لذنوبهم ) فدخل فيه التوبة ودخل فيها الارتداع عن المظالم كلها من القتل وأخذ أموال الناس والحرابة والإضرار بالناس في المعاملات . ومما يوضح شموله بالشرائع كلها تقييده ب ( كثيرا ) لأن المرء إذا ذكر الله كثيرا فقد استغرق ذكره المحملين جميع ما يذكر الله عنده .
ويراعى في الاتصاف بهذه الصفات أن تكون جارية على ما حدده الشرع في تفاصيلها .
A E والمغفرة : عدم المؤاخذة بما فرط من الذنوب وقد تقدمت في قوله تعالى ( وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) في سورة الأعراف . واعلم أن عطف الصفات بالواو المفيد مجرد التشريك في الحكم دون حرفي الترتيب : الفاء وثم شأنه أن يكون الحكم المذكور معه ثابتا لكل واحد اتصف بوصف من الأوصاف المشتق منها موصوفه لأن أصل العطف بالواو أن يدل على مغايرة المعطوفات في الذات فإذا قلت : وجدت فيهم الكريم الشجاع والشاعر كان المعنى : أنك وجدت فيهم ثلاثة أناس كل واحد منهم موصوف بصفة من المذكورات . وفي الحديث " فإن منهم المريض والضعيف وذا الحاجة " أي أصحاب المرض والضعف والحاجة وبخلاف العطف بالفاء كقوله تعالى ( والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا ) فإن أوصاف المذكورة في تلك الآية ثابتة لموصوف واحد . ولهذا فحق جملة ( أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) أن تكون خبرا في المعنى عن كل واحد من المتعاطفات فكأنه قيل : إن المسلمين أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيم إن المسلمات أعد الله لهن مغفرة وأجرا عظيما وهكذا . والفعل الواقع في جملة الخبر وهو فعل ( أعد ) قد تعدى إلى مفعول ومعطوف على المفعول فصحة الإخبار به عن كل واحد من الموصوفات والمتعاطفات باعتبار المعطوف على مفعوله واضحة لأن الأجر العظيم يصلح لأن يعطى لكل واحد ويقبل التفاوت فيكون لكل من أصحاب تلك الأوصاف أجره على اتصافه به ويكون أجر بعضهم أوفر من أجر بعض آخر .
وأما صحة الإخبار بفعل ( أعد ) عن كل واحد من المتعاطفات باعتبار المفعول به ( مغفرة ) فيمنع منه ما جاء من دلائل الكتاب والسنة الدالة على أن الذنوب الكبيرة التي فرطت لا يضمن غفرانها للمذنبين إلا بشرط التوبة من المذنب وعدا من الله بقوله ( كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم ) . وألحقت السنة بموجبات المغفرة الحج المبرور والجهاد في سبيل الله وأشياء أخرى .
والوجه في تفسير ذلك عندي أن تحمل كل صفة من هذه الصفات على عدم ما يعارضها مما يوجب التبعة أي سلامته من التلبس بالكبائر حملا أراعي فيه الجري على سنن القرآن في مثل مقام الثناء والتنويه بالمسلمين من اعتبار حال كمال الإسلام كقوله ( أولئك هم المؤمنون حقا ) فإنا لا نجد التفصيل بين أحوال المسلمين إلا في مقام التحذير من الذنوب