وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( والصادقين والصادقات ) : من حصل منهم صدق القول وهو ضد الكذب والصدق كله حسن والكذب لا خير فيه إلا لضرورة . وشمل ذلك الوفاء بما يلتزم به من أمور الديانة كالوفاء بالعهد والوفاء بالنذر وتقدم من قوله تعالى ( أولئك الذين صدقوا ) في سورة البقرة .
و ب ( الصابرين والصابرات ) : أهل الصبر . والصبر محمود في ذاته لدلالته على قوة العزيمة ولكن المقصود هنا هو تحمل المشاق في أمور الدين وتحمل المكاره في الذب عن الحوزة الإسلامية وتقدم مستوفي عند قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ) آخر سورة آل عمران .
وب ( الخاشعين والخاشعات ) : أهل الخشوع وهو الخضوع لله والخوف منه وهو يرجع إلى معنى الإخلاص بالقلب فيما يعمله المكلف . ومطابقة ذلك لما يظهر من آثاره على صاحبه . والمراد : الخشوع لله بالقلب والجوارح وتقدم في قوله تعالى ( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) في سورة البقرة .
وأما الصائمون والصائمات فظاهر ما في الصيام من تخلق برياضة النفس لطاعة الله إذ يترك المرء ما هو جبلي من الشهوة تقربا إلى الله أي برهانا على أن رضى الله عنه ألذ من أشد اللذات ملازمة له .
A E وأما حفظ الفروج فلأن شهوة الفرج شهوة جبلية وهي في الرجل أشد وقد أثنى الله على الأنبياء بذلك فقال في يحيى ( وحصورا ) وقال في مريم ( التي أحصنت فرجها ) وهذا الحفظ له حدود سنتها الشريعة فالمراد : حفظ الفروج على أن تستعمل في نهي عنه شرعا وليس المراد : حفظها عن الاستعمال أصلا وهو الرهبنة فإن الرهبنة مدحوضة في الإسلام بأدلة متواترة المعنى .
وأما الذاكرون والذاكرات فهو وصف صالح لأن يكون من الذكر بكسر الذال وهو ذكر اللسان كالذي في قوله ( فاذكروني أذكركم ) وقوله في الحديث ومن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن الذكر بضمنها كما تقدم آنفا في قوله ( واذكرن ما يتلى في بيوتكن ) والذي في قوله ( ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ) .
ومفعول و ( الحافظات ) محذوف دل عليه ما قبله من قوله ( والحافظين فروجهم ) وكذلك مفعول و ( الذاكرات ) .
وقد اشتملت هذه الخصال العشر على جوامع فصول الشريعة كلها .
فالإسلام يجمع قواعد الدين الخمس المفروضة التي هي أعمال والإيمان يجمع الاعتقادات القلبية المفروضة وهو شرط أعمال الإسلام كلها قال تعالى ( ثم كان من الذين آمنوا ) .
والقنوت يجمع الطاعات كلها مفروضها ومسنونها وترك المنهيات والإقلاع عنها ممن هو مرتكبها وهو معنى التوبة فالقنوت هو تمام الطاعة فهو خير مساو للتقوى . فهذه جوامع شرائع المكلفين في أنفسهم .
والصدق يجمع كل عمل هو في موافقة القول والفعل للواقع في القضاء والشهادة والعقود والالتزامات وفي المعاملات بالوفاء بها وترك الخيانة ومطابقة الظاهر للباطن في المراتب كلها . ومن الصدق صدق الأفعال .
والصبر جامع لما يختص بتحمل المشاق من الأعمال كالجهاد والحسبة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناصحة المسلمين وتحمل الأذى في الله وهو خلق عظيم هو مفتاح أبواب محامد الأخلاق والآداب والإنصاف من النفس .
والخشوع : الإخلاص بالقلب الظاهر وهو الانقياد وتجنب المعاصي . ويدخل في الإحسان وهو المفسر في حديث جبريل ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . ويدخل تحت ذلك جميع القرب والنوافل فإنها من آثار الخشوع ويدخل فيه التوبة مما أقترفه المرء من الكبائر إذ لا يتحقق الخشوع بدونها .
والتصدق يحتوي جميع أنواع الصدقات والعطيات وبذل المعروف والإرفاق .
والصوم : عبادة عظيمة فلذلك خصصت بالذكر من أن الفروض منه مشمول للإسلام في قوله ( إن المسلمين والمسلمات ) ويفي صوم النافلة فالتصريح بذكر الصوم تنويه به وفي الحديث " قال تعالى : الصوم لي وأنا أجزي به ) .
وحفظ الفروج أريد به حفظها عما ورد الشرع بحفظها عنه وقد اندرج في هذا جميع أحكام النكاح وما يتفرع عنها وما هو وسيلة لها .
وذكر الله كما علمت له محملان : أحدهما : ذكره اللساني فيدخل فيه قراءة القرآن وطلب العلم ودراسته