وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والخوف : توقع القتال بين الجيشين ومنه سميت صلاة الخوف . والمقصود : وصفهم بالجبن أي إذا رأوا جيوش العدو مقبلة رأيتهم ينظرون إليك . والظاهر أن الآية تشير إلى ما حصل في بعض أيام الأحزاب من القتال بين الفرسان الثلاثة الذين اقتحموا الخندق من أضيق جهاته وبين علي بن أبي طالب . ومن معه من المسلمين كما تقدم .
والخطاب في ( رأيتم ) للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقتضي أن هذا حكاية حالة وقعت لا فرض وقوعها ولهذا أتي بفعل ( رأيتهم ) ولم يقل : فإذا جاء الخوف ينظرون إليك . ونظرهم إليه نظر المتفرس فيماذا يصنع ولسان حالهم يقول : ألسنا قد قلنا لكم إنكم لا قبل لكم بقتال الأحزاب فارجعوا وهم يرونه أنهم كانوا على حق حين يحذرونه قتال الأحزاب ولذلك خص نظرهم بأنه للنبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل : ينظرون إليكم .
وجيء بصيغة المضارع ليدل على تكرر هذا النظر وتجدده .
وجملة ( تدور أعينهم ) حال من ضمير ( ينظرون ) لتصوير هيئة نظرهم نظر الخائف المذعور الذي يحدق بعينيه إلى جهات يحذر أن تأتيه المصائب من إحداها .
A E والدور والدوران : حركة جسم رحوية " أي كحركة الرحى " منتقل من موضع إلى موضع فينتهي إلى حيث ابتدأ . وأحسب أن هذا الفعل وما تصرف منه مشتقات من اسم الدار وهي المكان المحدود المحيط بسكانه بحيث يكون حولهم . ومنه سميت الدارة لكل أرض تحيط بها جبال . وقالوا : دارت الرحى حول قطبها . وسموا الصنم : دوارا بضم الدال وفتحها لأنه يدور به زائروه كالطواف . وسميت الكعبة دوارا أيضا وسموا ما يحيط بالقمر دارة . وسميت مصيبة الحرب دائرة لأنهم تخيلوها محيطة بالذي نزلت به لا يجد منها مفرا قال عنترة : .
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... في الحرب دائرة على ابني ضمضم فمعنى ( تدور أعينهم ) أنها تضطرب في أجفانها كحركة الجسم الدائرة من سرعة تنقلها محملقة إلى الجهات المحيطة .
وشبه نظرهم بنظر الذي يغشى عليه بسبب النزع عند الموت فإن عينيه تضطربان .
وذهاب الخوف مجاز مشهور في الانقضاء أي زوال أسبابه بأن يترك القتال أو يتبين أن لا يقع قتال . وذلك عند انصراف الأحزاب عن محاصرة المدينة كما سيدل عليه قوله ( يحسبون الأحزاب لم يذهبوا ) .
والسلق : قوة الصوت والصياح . والمعنى : رفعوا أصواتهم بالملامة على التعرض لخطر العدو الشديد وعدم الانصياع إلى إشارتهم على المسلمين بمسالمة المشركين وفسر السلق بأذى اللسان . قيل : سأل نافع بن الأزرق عبد الله بن عباس عن ( سلقوكم ) فقال : الطعن باللسان . فقال نافع : هل تعرف العرب ذلك ؟ فقال : نعم أما سمعت قول الأعشى : .
فيهم الخصب والسماحة والنج ... دة فيهم والخاطب المسلاق وحداد : جمع حديد وحديد : كل شيء نافذ فعل أمثاله قال تعالى ( فبصرك اليوم حديد ) .
وانتصب ( أشحة على الخير ) على الحال من ضمير الرفع في ( سلقوكم ) أي خاصموكم ولاموكم وهم في حال كونهم أشحة على ما فيه الخير للمسلمين أي أن خصامهم إياهم ليس كما يبدو خوفا على المسلمين واستبقاء عليهم ولكنه عن بغض وحقد ؛ فإن بعض اللوم والخصام يكون الدافع إليه حب الملوم وإبداء النصيحة له وأقوال الحكماء والشعراء في هذا المعنى كثيرة .
ويجوز أن يكون الخير هنا هو المال كقوله تعالى ( إن ترك خيرا ) وقوله ( وإنه لحب الخير لشديد ) أي هم في حالة السلم يسرعون إلى ملامكم ولا يواسونكم بأموالهم للتجهيز للعدو إن عاد إليكم . ودخلت ( على ) هنا على المبخول به .
( أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا [ 19 ] ) جيء باسم الإشارة لقصد تمييزهم بتلك الصفات الذميمة التي أجريت عليهم من قبل وللتنبيه على أنهم أحرياء بما سيرد من الحكم بعد اسم الإشارة كقوله تعالى ( أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ) في سورة البقرة .
وقد أجري عليهم حكم انتفاء الإيمان عنهم بقوله ( أولئك لم يؤمنوا ) كشفا لدخائلهم لأنهم كانوا يوهمون المسلمين أنهم منهم كما قال تعالى ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ) في سورة البقرة .
ورتب على انتفاء إيمانهم أن الله أحبط أعمالهم .
والإحباط : جعل شيء حابطا فالهمزة فيه للجعل مثل الإذهاب . والحبط حقيقته : أنه فساد ما يراد به الصلاح والنفع