وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويجوز أن يكونوا طائفة أخرى وإخوانهم هم الموافقون لهم في النفاق فالمراد : الأخوة في الرأي والدين . وذلك أن عبد الله بن أبي ومعتب بن قشير ومن معهما من الذين انخزلوا عن جيش المسلمين يوم أحد فرجعوا إلى المدينة كانوا يرسلون إلى من بقي من المنافقين في جيش المسلمين يقولون لهم ( هلم إلينا ) أي ارجعوا إلينا . قال قتادة : هؤلاء ناس من المنافقين يقولون لهم : ما محمد وأصحابه ألا أكلة رأس " أي نفر قليل يأكلون رأس بعير " ولو كانوا لحما لالتهمهم أبو سفيان ومن معه " تمثيلا بأنهم سهل تغلب أبي سفيان عليهم " .
و ( هلم ) اسم فاعل أمر بمعنى أقبل في لغة أهل الحجاز وهي الفصحى فلذلك تلزم هذه الكلمة حالة واحدة عندهم لا تتغير عنها يقولون : هلم للواحد والمتعدد المذكر والمؤنث وهي فعل عند بني تميم فلذلك يلحقونها العلامات يقولون : هلم وهلمي وهلما وهلموا وهلممن . وتقدم في قوله تعالى ( قل هلم شهداءكم ) في سورة الأنعام .
والمعنى : انخزلوا عن جيش المسلمين وأقبلوا إلينا .
A E وجملة ( ولا يأتون البأس إلا قليلا ) كلام مستقل فيجوز أن تكون الجملة حالا من القائلين لإخوانهم ( هلم إلينا ) . ويجوز أن تكون عطفا على المعوقين والقائلين لأن الفعل يعطف على المشتق كقوله تعالى ( فالمغيرات صبحا فأثرن ) وقوله ( إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله ) فالتقدير هنا : قد يعلم الله المعوقين والقائلين وغير الآتين البأس أو والذين لا يأتون البأس . وليس في تعدية فعل العلم إلى ( لا يأتون ) إشكال لأنه على تأويل كما أن عمل الناسخ في قوله ( وأقرضوا ) على تأويل أي يعلم الله أنهم لا يأتون البأس إلا قليلا أي يعلم أنهم لا يقصدون بجمع إخوانهم معهم الاعتضاد بهم في الحرب ولكن عزلهم عن القتال .
ومعنى ( إلا قليلا ) إلا زمانا قليلا وهو زمان حضورهم مع المسلمين المرابطين وهذا كقوله ( فلا يؤمنون إلا قليلا ) أي إيمانا ظاهرا ومثل قوله تعالى ( أو بظاهر من القول ) . و ( قليلا ) صفة لمصدر محذوف أي إتيانا قليلا وقلته تظهر في قلة زمانه وفي قلة غنائه .
والبأس : الحرب وتقدم في قوله تعالى ( ليحصنكم من بأسكم ) في سورة الأنبياء . وإتيان الحرب مراد به إتيان أهل الحرب أو موضعها . والمراد : اليأس مع المسلمين أي مكرا بالمسلمين لا جبنا .
و ( أشحة ) جمع شحيح بوزن أفعلة على غير قياس وهو فصيح وقباسه أشحاء . وضمير الخطاب في قوله ( عليكم ) للرسول E وللمسلمين وهو انتقال من القول الذي أمر الرسول E بأن يقوله لهم إلى كشف أحوالهم للرسول والمسلمين بمناسبة الانتقال من الخطاب إلى الغيبة في قوله ( ولا يأتون البأس ) . وتقدم الشح عند قوله تعالى ( وأحضرت الأنفس الشح ) في سورة النساء .
و ( أشحة ) حال من ضمير ( يأتون ) . والشح : البخل بما في الوسع مما ينفع الغير . وأصله : عدم بذل المال ويستعمل مجازا في منع المقدور من النصر أو الإعانة وهو يتعدى إلى الشيء المبخول به بالباء و ب ( على ) قال تعالى ( أشحة على الخير ) ويتعدى إلى الشخص الممنوع ب ( على ) أيضا لما في الشح من معنى الاعتداء فتعديته في قوله تعالى ( أشحة عليكم ) من التعدية إلى الممنوع .
والمعنى : يمنعونكم ما في وسعهم من المال أو المعونة أي إذا حضروا البأس منعوا فائدتهم عن المسلمين ما استطاعوا ومن ذلك شحهم بأنفسهم وكل ما يشح به .
ويجوز جعل ( على ) هنا متعدية إلى المضنون به أي كما في البيت الذي أنشده الجاحظ : .
لقد كنت في قوم عليك أشحة ... بنفسك إلا أن ما طاح طائح وجعل المعنى : أشحة في الظاهر أي يظهرون أنهم يخافون عليكم الهلاك فيصدونكم عن القتال ويحسنون إليكم الرجوع عن القتال وهذا الذي ذهب إليه في الكشاف .
وفرع على وصفهم بالشح على المسلمين قوله ( فإذا جاء الخوف ) إلى آخره .
والمجيء : مجاز مشهور من حدوث الشيء وحصوله . كما قال تعالى ( فإذا جاء وعد الآخرة )