وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوبل السوء بالرحمة لأن المراد سوء خاص وهو السوء المجعول عذابا لهم على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سوء النقمة فهو سوء خاص مقدر من الله لأجل تعذيبهم إن أراده فيجري على خلاف القوانين المعتادة .
وعطف ( أو أراد بكم رحمة ) على ( أراد بكم ) المجعول شرطا يقتضي كلاما مقدرا في الجواب المتقدم فإن إرادته الرحمة تناسب فعل ( يعصمكم ) لأن ا لرحمة مرغوبة . فالتقدير : أو يحرمكم منه إن أراد بكم رحمة فهو من دلالة الاقتضاء إيجازا للكلام كقول الراعي : .
إذا ما الغانيات برزن يوما ... وزججن الحواجب والعيونا تقديره : وكحلن العيون لأن العيون لا تزجج ولكنها تكحل حين تزجج الحواجب وذلك من التزين .
( ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا [ 17 ] ) عطف على جملة ( قل من ذا الذي يعصمكم ) أو هي معترضة بين أجزاء القول والتقديران متقاربان لأن الواو الاعتراضية ترجع إلى العاطفة . والكلام موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليس هو من قبيل الالتفات . والمقصود لازم الخبر وهو إعلام النبي E ببطلان تحيلاتهم وأنهم لا يجدون نصيرا غير الله وقد حرمهم الله النصر لأنهم لم يعقدوا ضمائرهم على نصر دينه ورسوله . والمراد بالولي : الذي يتولى نفعهم وبالنصير : النصير في الحرب فهو أخص .
A E ( قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا [ 18 ] أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير ) استئناف بياني ناشئ عن قوله ( من ذا الذي يعصمكم من الله ) لأن ذلك يثير سؤالا يهجس في نفوسهم أنهم يخفون مقاصدهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يشعر بمرادهم من الاستئذان فأمر أن يقول لهم ( قد يعلم الله المعوقين منكم ) أي فالله ينبئ رسوله بكم بأن فعل أولئك تعويق للمؤمنين . وقد جعل هذا الاستئناف تخلصا لذكر فريق آخر من المعوقين .
و ( قد ) مفيد للتحقيق لأنهم لنفاقهم ومرض قلوبهم يشكون في لازم هذا الخبر وهو إنباء الله رسوله E بهم أو لأنهم لجهلهم الناشئ عن الكفر يظنون أن الله لا يعلم خفايا القلوب . وذلك ليس بعجيب في عقائد أهل الكفر . ففي صحيح البخاري عن ابن مسعود " اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم : أترون أن الله يسمع ما نقول ؟ قال الآخر : يسمع إذا جهرنا ولا يسمع إذا أخفينا . وقال الآخر : إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله تعالى ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون ) . فللتوكيد بحرف التحقيق موقع .
ودخول ( قد ) على المضارع لا يخرجها عن معنى التحقيق عند المحققين من أهل العربية وأن ما توهموه من التقليل إنما دل عليه المقام في بعض المواضع لا من دلالة ( قد ) ومثله إفادة التكثير وتقدم ذلك عند قوله تعالى ( قد نرى تقلب وجهك في السماء ) في سورة البقرة وقوله تعالى ( قد يعلم ما أنتم عليه ) في آخر سورة النور .
والمعوق : اسم فاعل من عوق الدال على شدة حصول العوق . يقال : عاقه عن كذا إذا منعه وثبطه عن شيء فالتضعيف فيه للشدة والتكثير مثل : قطع الحبل إذا قطعه قطعا كبيرة ( وغلقت الأبواب ) أي أحكمت غلقها . ويكون للتكثير في الفعل القاصر مثل : موت المال إذا كثر الموت في الإبل وطوف فلان إذا أكثر الطواف والمعنى : يعلم الله الذين يحرصون على تثبيط الناس عن القتال . والخطاب بقوله ( منكم ) للمنافقين الذين خوطبوا بقوله ( لن ينفعكم الفرار ) .
ويجوز أن يكون القائلون لإخوانهم هلم إلينا هم المعوقين أنفسهم فيكون من عطف صفات الموصوف الواحد كقوله : .
" لى الملك القرم وابن الهمام