وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وضمن ( تظنون ) معنى " تلحقون " فعدي بالباء فالباء للملابسة . قال سيبويه : قولهم : ظننت به معناه : جعلته موضع ظني . وليست الباء هنا بمنزلتها في ( كفى بالله حسيبا ) أي ليست زائدة ومجرورها معمول للفعل قبلها كأنك قلت : ظننت في الدار ومثله : شككت فيه أي فالباء عنده بمعنى " في " . والوجه أنها للملابسة كقول دريد بن الصمة : .
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرد وسيأتي تفصيل ذلك عند قوله تعالى ( فما ظنكم برب العالمين ) في سورة الصافات .
وانتصب ( الظنونا ) على المفعول المطلق المبين للعدد وهو جمع ظن . وتعريفه باللام تعريف الجنس وجمعه للدلالة على أنواع من الظن كما في قول النابغة : .
أبيتك عاريا خلقا ثيابي ... على خوف تظن بي الظنون وكتب ( الظنونا ) في الإمام بعد النون زيدت هذه الألف في النطق للرعاية على الفواصل في الوقوف لأن الفواصل مثل الأسجاع تعتبر موقوفا عليها لأن المتكلم أرادها كذلك . فهذه السورة بنيت على فاصلة الألف مثل القصائد المقصورة كما زيدت الألف في قوله تعالى ( وأطعنا الرسولا ) وقوله ( فأضلونا السبيلا ) .
وعن أبي علي في الحجة : من أثبت الألف في الوصل لأنها في المصحف كذلك وهو رأس آية ورؤوس الآيات تشبه بالقوافي من حيث كانت مقاطع فأما من طرح الألف في الوصل فإنه ذهب إلى أن ذلك في القوافي وليس رؤوس الآي بقواف .
فأما القراء فقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر بإثبات الألف في الوصل والوقف . وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم والكسائي بحذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف . وقرأ أبو عمرو وحمزة ويعقوب بحذف الألف في الوصل والوقف وقرأ خلف بإثبات الألف بعد النون في الوقف وحذفها في الوصل . وهذا اختلاف من قبيل الاختلاف في وجوه الأداء لا في لفظ القرآن . وهي كلها فصيحة مستعملة والأحسن الوقف عليها لأن الفواصل كالأسجاع والأسجاع كالقوافي .
A E والإشارة ب ( هنالك ) إلى المكان الذي تضمنته قوله ( جاءتكم جنود ) وقوله ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ) . والأظهر أن تكون الإشارة إلى الزمان الذي دلت عليه ( إذ ) في قوله ( وإذ زاغت الأبصار ) . وكثيرا ما ينزل أحد الظرفين منزلة الآخر ولهذا قال ابن عطية هنالك : ظرف زمان والعامل فيه ( ابتلي ) اه . قلت : ومنه دخول " لات " على " هنا " في قول حجل بن نضلة : .
خنت نوار ولات هنا حنت ... وبدا الذي كانت نوار أجنت فإن " لات " خاصة بنفي أسماء الزمان فكان " هنا " إشارة إلى زمان منكر وهو لغة في " هنا " . ويقولون : يوم هنا أي يوم أول فيشيرون إلى زمن قريب وأصل ذلك مجاز توسع فيه وشاع .
والابتلاء : أصله الاختبار ويطلق كناية عن إصابة الشدة لأن اختبار حال الثبات والصبر لازم لها وسمى الله ما أصاب المؤمنين ابتلاء إشارة إلى أنه لم يزعزع إيمانهم .
والزلزال : اضطراب الأرض وهو مضاعف زل تضعيفا يفيد المبالغة وهو هنا استعارة لاختلال الحال اختلالا شديدا بحيث تخيل مضطربة اضطرابا شديدا كاضطراب الأرض وهو أشد اضطرابا للحاقه أعظم جسم في هذا العالم . ويقال : زلزل فلان مبنيا للمجهول تبعا لقولهم : زلزلت الأرض إذ لا يعرف فاعل هذا الفعل عرفا . وهذا هو غالب استعماله قال تعالى ( وزلزلوا حتى يقول الرسول ) الآية .
والمراد بزلزلة المؤمنين شدة الانزعاج والذعر لأن أحزاب العدو تفوقهم عددا وعدة .
( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا [ 12 ] وإذ قالت طائفة منهم يأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا [ 13 ] ) عطف على ( وإذ زاغت الأبصار ) فإن ذلك كله مما ألحق بالمسلمين ابتلاء فبعضه من حال الحرب وبعضه من أذى المنافقين ليحذروا المنافقين فيما بحدث من بعد ولئلا يخشوا كيدهم فإن الله يصرفه كما صرف أشده يوم الأحزاب