وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والطاعة : العمل على ما يأمر به الغير أو يشير به لأجل إجابة مرغوبة . وماهيتها متفاوتة مقول عليها بالتشكيك ووقوع اسمها في سياق النهي يقتضي النهي عن كل ما يتحقق فيه أدنى ماهيتها مثل أن يعدل عن تزوج مطلقة متبناه لقول المنافقين : إن محمدا ينهى عن تزوج نساء الأبناء وتزوج زوج ابنه زيد بن حارثه وهو المعنى الذي جاء فيه قوله تعالى ( وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) وقوله ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم ) عقب قضية امرأة زيد . ومثل نقض ما كان للمشركين من جعل الظهار موجبا مصير المظاهرة أما للمظاهر حراما عليه قربانها أبدا ولذلك أردفت الجملة بجملة ( إن الله كان عليما حكيما ) تعليلا للنهي .
والمعنى : أن الله حقيق بالطاعة له دون الكافرين والمنافقين لأنه عليم حكيم فلا يأمر إلا بما فيه الصلاح . ودخول ( إن ) على الجملة قائم مقام فاء التعليل ومغن غناءها على ما بين في غير موضع وشاهده المشهور قول بشار : .
بكرا صاحبي قبل الهجير ... إن ذاك النجاح في التبكير A E وقد ذكر الواحدي في أسباب النزول والثعلبي والقشيري والماوردي في تفاسيرهم : أن قوله تعالى ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ) نزل بسبب أنه بعد وقعة أحد جاء إلى المدينة أبو سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبو الأعور السلمي عمرو بن سفيان من قريش وأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمان في المدينة وأن ينزلوا عند عبد الله بن أبي بن سلول ثم جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الله ابن أبي ومعتب بن قشير والجد بن قيس وطمعة بن أبيرق فسألوا رسول الله أن يترك ذكر آلهة قريش فغضب المسلمون وهم عمر بقتل النفر القريشيين فمنعه رسول الله لأنه كان أعطاهم الأمان فأمرهم أن يخرجوا من المدينة فنزلت هذه الآية أي اتق الله في حفظ الأمان ولا تطع الكافرين " وهم النفر القرشيون " والمنافقين " وهم عبد الله بن أبي ومن معه " . وهذا الخبر لا سند له ولم يعرج عليه أهل النقد مثل الطبري وابن كثير .
( واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا [ 2 ] ) هذا تمهيد لما يرد من الوحي في شأن أحكام التبني وما يتصل بها ولذلك جيء بالفعل المضارع الصالح للاستقبال وجرد من علامة الاستقبال لأنه قريب من زمن الحال . والمقصود من الأمر باتباعه أنه أمر باتباع خاص تأكيد للأمر العام باتباع الوحي . وفيه إيذان بأن ما سيوحي إليه قريبا هو ما يشق عليه وعلى المسلمين من إبطال حكم التبني لأنهم ألفوه واستقر في عوائدهم وعاملوا المتبنين معاملة الأبناء الحق .
ولذلك ذيلت جملة ( واتبع ما أوحي إليك ) بجملة ( إن الله كان بما تعملون خبيرا ) تعليلا للأمر بالاتباع وتأنيسا به لأن الله خبير بما في عوائدكم ونفوسكم فإذا أبطل شيئا من ذلك فإن إبطاله من تعلق العلم بلزوم تغييره فلا تتريثوا في امتثال أمره في ذلك فجملة ( إن الله كان بما تعملون خبيرا ) في موقع العلة فلذلك فصلت لأن حرف التوكيد مغن غناء فاء التفريع كما مر آنفا .
وفي إفراد الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( واتبع ) وجمعه بما يشمله وأمته في قوله ( بما تعملون ) إيماء إلى أن فيما سينزل من الوحي ما يشتمل على تكليف يشمل تغيير حالة كان النبي E مشاركا لبعض الأمة في التلبس بها وهو حكم التبني إذ كان النبي متبنيا زيد بن حارثة من قبل بعثته .
وقرأ الجمهور ( بما تعملون ) بتاء الخطاب على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم والأمة لأن هذا الأمر أعلق بالأمة . وقرأ أبو عمرو وحده ( بما يعملون ) بالمثناة التحتية على الغيبة على أنه راجع للناس كلهم شامل للمسلمين والكافرين والمنافقين ليفيد مع تعليل الأمر بالاتباع تعريضا بالمشركين والمنافقين بمحاسبة الله إياهم على ما يبيتونه من الكيد وكناية عن إطلاع الله رسوله على ما يعلم منهم في هذا الشأن كما سيجيء ( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ) أي لنطلعنك على ما يكيدون به ونأذنك بافتضاح شأنهم .
وهذا المعنى الحاصل من هذه القراءة لا يفوت في قراءة الجمهور بالخطاب لأن كل فريق من المخاطبين يأخذ حظه منه