وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والنداء الثالث لافتتاح بيان تحديد تقلبات شؤون رسالته في معاملة الأمة .
والنداء الرابع في طالعة غرض أحكام تزوجه وسيرته مع نسائه .
والنداء الخامس في غرض تبليغه آداب النساء من أهل بيته ومن المؤمنات .
فهذا النداء الأول افتتح به الغرض الأصلي لبقية الأغراض وهو تحديد واجبات رسالته في تأدية مراد ربه تعالى على أكمل وجه دون أن يفسد عليه أعداء الدين أعماله وهو نظير النداء الذي في قوله ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) الآية وقوله ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ) الآيات .
ونداء النبي E بوصف النبوءة دون اسمه العلم تشريف له بفضل هذا الوصف ليربأ بمقامه عن أن يخاطب بمثل ما يخاطب به غيره ولذلك لم يناد في القرآن بغير ( يا أيها النبي ) أو ( يا أيها الرسول ) بخلاف الإخبار عنه فقد يجيء بهذا الوصف كقوله ( يوم لا يخزي الله النبي ) ( وقال الرسول يا رب ) ( قل الأنفال لله والرسول ) ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) ويجيء باسمه العلم كقوله ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ) .
A E وقد يتعين إجراء العلم ليوصف بعده بالرسالة كقوله تعالى ( محمد رسول الله ) وقوله ( وما محمد إلا رسول ) . وتلك مقامات يقصد فيها تعليم الناس بأن صاحب ذلك الاسم هو رسول الله أو تلقين لهم بأن يسموه بذلك ويدعوه به فإن علم أسمائه من الإيمان لئلا يلتبس بغيره ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لي خمسة أسماء : أنا محمد وأنا أحمد وأنا المحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب " تعلينا للأمة . وقد أنهى أبو بكر ابن العربي أسماء النبي صلى الله عليه وسلم إلى سبعة وستين وأنهاها السيوطي إلى ثلاثمائة . وذكر ابن العربي أن بعض الصوفية قال : أسماء النبي ألفا اسم كما سيأتي عند قوله تعالى ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) .
والأمر للنبي بتقوى الله توطئة للنهي عن اتباع الكافرين والمنافقين ليحصل من الجملتين قصر تقواه على التعلق بالله دون غيره فإن معنى ( لا تطع ) مرادف معنى : لا تتق الكافرين والمنافقين فإن الطاعة تقوى ؛ فصار مجموع الجملتين مفيدا معنى : يا أيها النبي لا تتق إلا الله فعدل عن صيغة القصر وهي أشهر في الكلام البليغ وأوجز إلى ذكر جملتي أمر ونهي لقصد النص على أنه قصر إضافي أريد به أن لا يطيع الكافرين والمنافقين لأنه لو اقتصر على أن يقال : لا تتق إلا الله لما أصاخت إليه الأسماع إصاخة خاصة لأن تقوى النبي صلى الله عليه وسلم ربه أمر معلوم فسلك مسلك الإطناب لهذا كقول السمؤال : .
تسيل على حد الظبات نفوسنا ... وليست على غير الظبات تسيل فجاء بجملتي إثبات السيلان بقيد ونفيه في غير ذلك القيد للنص على أنهم لا يكرهون سيلان دمائهم على السيوف ولكنهم لا تسيل دماؤهم على غير السيوف .
فإن أصل صيغة القصر أنها مختصرة من جملتي إثبات ونفي ولكون هذه الجملة كتكملة للتي قبلها عطفت عليها لاتحاد الغرض منهما . وقد تعين بهذا أن الأمر في قوله ( اتق الله ) والنهي في قوله ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ) مستعملان في طلب الاستمرار على ما هو ملازم له من تقوى الله فأشعر ذلك أن تشريعا عظيما سيلقى إليه لا يخلو من حرج عليه فيه وعلى بعض أمته وأنه سيلقى مطاعن الكافرين والمنافقين .
وفائدة هذا الأمر والنهي التشهير لهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل أقوالهم لييأسوا من ذلك لأنهم كانوا يدبرون مع المشركين المكايد ويظهرون أنهم ينصحون النبي صلى الله عليه وسلم ويلحون عليه بالطلبات نصحا تظاهرا بالإسلام .
والمراد بالكافرين المجاهرون بالكفر لأنه قوبل بالمنافقين فيجوز أن يكونوا المشركين كما هو غالب إطلاق هذا الوصف في القرآن والأنسب بما سيعقبه من قوله ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) إلى آخر أحكام التبني والموافق لما روي في سبب نزولها على ضعف فيه سنبينه ؛ ويجوز أن يكونوا اليهود كما يقتضيه ما يروى في سبب النزول ولو حمل على ما يعم نوعي الكافرين المجاهرين لم يكن بعيدا