وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والفاء في قوله ( فغفر له ) للتعقيب أي استجاب استغفاره فعجل له بالمغفرة .
وجملة ( فغفر له ) معترضة بين جملة ( قال رب إني ظلمت نفسي ) وجملة ( قال رب بما أنعمت علي ) كان اعتراضها إعلاما لأهل القرآن بكرامة موسى عليه السلام عند ربه .
وجملة ( إنه هو الغفور الرحيم ) تعليل لجملة ( فغفر له ) ؛ علل المغفرة له بأنه شديد الغفران ورحيم بعباده مع تأكيد ذلك بصيغة القصر إيماء إلى أن ما جاء به هو من ظلم نفسه وما حفه من الأمور التي ذكرناها .
( قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين [ 17 ] ) إعادة ( قال ) أفاد تأكيدا لفعل ( قال رب إني ظلمت نفسي ) . أعيد القول للتنبيه على اتصال كلام موسى حيث وقع الفصل بينه بجملتي ( فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ) . ونظم الكلام : قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي رب بما أنعمت فلن أكون ظهيرا للمجرمين وليس قوله ( قال رب بما أنعمت علي ) مستأنفا عن قوله ( فغفر له ) لأن موسى لم يعلم أن الله غفر له إذ لم يكن يوحى إليه يومئذ .
والباء للسببية في ( بما أنعمت علي ) و ( ما ) موصولة . وحذف العائد من الصلة لأنه ضمير مجرور بمثل ما جر به الموصول والحذف في مثله كثير والتقدير : بالذي أنعمت به علي . ويجوز أن تكون ( ما ) مصدرية وما صدق الإنعام عليه هو ما أوتيه من الحكمة والعلم فتميزت عنده الحقائق ولم يبق للعوائد والتقاليد تأثير على شعوره . فأصبح لا ينظر الأشياء إلا بعين الحقيقة ومن ذلك أن لا يكون ظهيرا وعونا للمجرمين .
وأراد من يتوسم منهم الإجرام منهم الإجرام وأراد بهم الذين يستذلون الناس ويظلمونهم لأن القبطي أذل الإسرائيلي بغضبه على تحميله الحطب دون رضاه .
ولعل هذا الكلام ساقه مساق الاعتبار عن قتله القبطي وثوقا بأنه قتله خطأ .
واقتران جملة ( فلن أكون ظهيرا للمجرمين ) بالفاء لأن الموصول كثيرا ما يعامل معاملة اسم الشرط فيقترن الشرط فيقترن خبره ومتعلقه بالفاء تشبيها له بجزاء الشرط وخاصة إذا كان الموصول مجرورا مقدما فإن المجرور المقدم قد يقصد به معنى الشرطية فيعامل معاملة الشرط في الحديث ( كما تكونوا يول عليكم ) بجزم ( تكونوا ) وإعطائه جوابا مجزوما . والظهير : النصير .
وقد دل هذا النظم على أن موسى أراد أن يجعل عدم مظاهرته للمجرمين جزاء على نعمة الحكمة والعلم بأن جعل شكر تلك النعمة الانتصار للحق وتغيير الباطل لأنه إذا لم يغير الباطل والمنكر وأقرهما فقد صانع فاعلهما والمصانعة مظاهرة . ومما يؤيد هذا التفسير أن موسى لما أصبح من الغد فوجد الرجل الذي استصرخه في أمسه يستصرخه على قبطي آخر أراد أن يبطش بالقبطي وفاء بوعده ربه إذ قال ( فلن أكون ظهيرا للمجرمين ) لأن القبطي مشرك بالله والإسرائيلي موحد .
وقد جعل جمهور من السلف هذه الآية حجة على منع إعانة أهل الجور في شيء من أمورهم . ولعل وجه الاحتجاج بها أن الله حكاها عن موسى في معرض التنويه به فاقتضى ذلك انه من القول الحق .
A E ( فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين [ 18 ] فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين [ 19 ] ) أي أصبح خائفا من أن يطالب بدم القطبي الذي قتله وهو يترقب أي يراقب ما يقال في شأنه ليكون متحفزا للاختفاء أو الخروج من المدينة لأن خبر قتل القبطي لم يفش أمره لأنه كان في وقت تخلو فيه أزقة المدينة كما تقدم فلذلك كان موسى يترقب ان يظهر أمر القبطي المقتول .
و ( إذا ) للمفاجأة أي ففاجأه أن الذي استنصره بالأمس يستنصره اليوم .
والتعريف في ( الأمس ) عوض عن المضاف إليه أي بأمسه إذ ليس هو أمسا لوقت نزول الآية