وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وثالثه : أن تمهيد القصة بعلو فرعون وفساد أعماله مشير إلى أن ذلك هو سبب الانتقام منه والأخذ بناصر المستضعفين ليحذر الجبابرة سوء عاقبة ظلمهم وليرجو الصابرون على الظلم أن تكون العاقبة لهم .
ورابعه : الإشارة إلى حكمة ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) في جانب بني إسرائيل ( وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) في جانب فرعون إذ كانوا فرحين باستخدام بني إسرائيل وتدبير قطع نسلهم .
وخامسه : أن إصابة قوم فرعون بغتة من قبل من أملوا منه النفع أشد عبرة للمعتبر وأوقع حسرة على المستبصر وأدل على أن انتقام الله يكون أعظم من انتقام العدو كما قال ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) مع قوله ( عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) .
وسادسه : أنه لا يجوز بحكم التعقل أن تستأصل أمة كاملة لتوقع مفسد فيها لعدم التوازن بين المفسدتين ولأن الإحاطة بأفراد أمة كاملة متعذرة فلا يكون المتوقع فساده إلا في الجانب المغفول عنه من الأفراد فتحصل مفسدتان هما أخذ البريء وانفلات المجرم .
وسابعه : تعليم أن الله بالغ أمره بتهيئة الأسباب المفضية إليه ولو شاء الله لأهلك فرعون ومن معه بحادث سماوي ولما قدر لإهلاكهم هذه الصورة المرتبة ولأنجى موسى مبني إسرائيل إنجاء أسرع ولكنه أراد أن يحصل ذلك بمشاهدة تنقلات الأحوال ابتداء من إلقاء موسى في اليم إلى أن رده إلى أمه فتكون في ذلك عبرة للمشركين الذين ( قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) وليتسموا من بوارق ظهور النبي محمد A وانتقال أحوال دعوته في مدارج القوة أن ما وعدهم به واقع بأخرة .
A E وثامنه : العبرة بأن وجود الصالحين من بين المفسدين فإن وجود امرأة فرعون كان سببا في صد فرعون عن قتل الطفل مع أنه تحقق أنه إسرائيل فقالت امرأته ( لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) كما قدمنا تفسيره .
وتاسعه : ما في قوله ( ولتعلم أن وعد الله حق ) من الإيماء إلى تذكير المؤمنين بأن نصرهم حاصل بعد حين ووعيد المشركين بأن وعيدهم لا مفر لهم منه .
وعاشره : ما في قوله ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) من الإشارة إلى أن المرء يؤتي من جهله النظر في أدلة العقل .
ولما في هذه القصة من العبر اكتفى مصعب بن الزبير بطالعها عن الخطبة التي حقه أن يخطب بها في الناس حين حلوله بالعراق من قبل أخيه عبد الله بن الزبير مكتفيا بالإشارة مع التلاوة فقال ( طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض " وأشار إلى جهة الشام يريد عبد الملك بن مروان " وجعل أهلها شيعا يستضغف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المسدين ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض " وأشار بيده نحو الحجاز يعني أخاه عبد الله بن الزبير وأنصاره " ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما " وأشار إلى العراق يعني الحجاج " منهم ما كانوا يحذرون ) .
( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين [ 14 ] )