وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ويصر بالشيء صار ذا بصر به . أي باصرا له فهو يفيد قوة الإبصار أي قوة استعمال حاسة البصر وهو التحديق إلى المبصر ف ( بصر ) أشد من ( أبصر ) . فالباء الداخلة على مفعوله باء السببية للدلالة على شدة العناية برؤية المرئي حتى كأنه صار باصرا بسببه . ولك أن تجعل الباء زائدة لتأكيد الفعل فتفيد زيادة سورة طه .
والجنب : بضمتين البعيد . وهو صفة لموصوف يعرف من المقام أي عن مكان جنب .
و ( عن ) للمجاوزة والمجرور في موضع حال من ضمير ( بصرت ) لأن المجاوزة هنا من أحوال أخته لا من صفات المكان .
و ( هم ) أي آل فرعون حين التقطوه لا يشعرون بأن أخته تراقب أحواله وذلك من حذق أخته في كيفية مراقبته .
( وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون [ 12 ] ) الواو للحال من ضمير ( لأخته ) . والتحريم : المنع وهو تحريم تكويني أي قدرنا في نفس الطفل الامتناع من التقام أثداء المراضع وكراهتها ليضطر آل فرعون إلى البحث عن مرضع يتقبل ثديها ؛ لأن فرعون وامرأته حريصان على حياة الطفل ومن مقدمات ذلك أن جعل الله إرضاعه من أمه مدة تعود فيها بثديها .
ومعنى ( من قبل ) من قبل التقاطه وهو إيذان بأن ذلك التحريم مما تعلق به علم الله وإرادته في الأزل .
والفاء في قوله ( فقالت ) فاء فصيحة تؤذن بجملة مقدرة أي فأظهرت أخته نفسها كأنها مرت بهم عن غير قصد . وإنما قالت ذلك بعد أن فشا في الناس طلب المراضع له وتبديل مرضعة عقب أخرى حتى عرض على عدد كثير في حصة قصيرة وذلك بسرعة مقدرة آل فرعون وكثرة تفتيشهم على المراضع حتى ألفوا عددا كثيرا في زمن يسير وأيضا لعرض المراضع أنفسهن على آل فرعون لما شاع انهم يتطلبون مرضعا .
A E وعرضت سعيها في ذلك بطريق الاستفهام المستعمل في العرض تلطفا مع آل فرعون وإيعادا للظنة عن نفسها .
ومعنى ( يكفلونه ) يتعهدون بحفظه وإرضاعه . فيدل هذا على أن عادتهم في الإرضاع أن يسلم الطفل إلى المرأة التي ترضعه يكون عندها كما كانت عادة العرب لأن النساء الحرائر لم يكن يرضين بترك بيوتهن والانتقال إلى بيوت آل الأطفال الرضعاء . كما جاء في خبر إرضاع محمد A عند حليمة بنت وهب في حي بني سعد بن بكر . قال صاحب الكشاف : فدفعه فرعون إليها وأجرى لها وذهبت به إلى بيتها .
والعدول عن الجملة الفعلية إلى الاسمية في قوله ( وهم له ناصحون ) لقصد تأكيد أن النصح من سجاياهم ومما ثبت لهم فلذلك لم يقل : وينصحون له كما قيل ( يكفلونه لكم ) لأن الكفالة أمر سهل بخلاف النصح والعناية .
وتعليق ( له ) ب ( ناصحون ) ليس على معنى التقييد بل لأنه حكاية الواقع . فالمعنى : أن النصح من صفاتهم فهو حاصل له كما يحصل لأمثاله حسب سجيتهم . والنصح : العمل الخالص الخلي من التقصير والفساد .
( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون [ 13 ] ) تقدم نظير قوله ( فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ) في سورة طه . وقوله ( ولتعلم أن وعد الله حق ) فإنما تأكيد حرف كي بمرادفه وهو لام التعليل للتنصيص من أول وهلة على أنه معطوف على الفعل المثبت لا على الفعل المنفي .
وضمير ( أكثرهم لا يعلمون ) عائد إلى الناس المفهوم من المقام أو إلى رعية فرعون ومن الناس بنو إسرائيل .
والاستدراك ناشئ عن نصب الدليل لها على أن وعد الله حق أي فعلمت ذلك وحدها وأكثر القوم لا يعلمون ذلك لأنهم بين مشركين وبين مؤمنين تقادم العهد على إيمانهم وخلت أقوامهم من علماء يلقنونهم معاني الدين فأصبح إيمانهم قريبا من الكفر .
وموضع العبرة من هذه القصة أنها تتضمن أمور ذات شأن ذكرى للمؤمنين وموعظة للمشركين .
فأول ذلك وأعظمه : إظهار أن ما علمه الله وقدره هو كائن لا محالة كما دل عليه قوله ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ) إلى قوله ( يحذرون ) وإن الحذر لا ينجي من القدر .
وثانيه : إظهار أن العلو الحق لله تعالى وللمؤمنين وأن علو فرعون لم يغن عنه شيئا في دفع عواقب الجبروت والفساد ليكون ذلك عبرة لجبابرة المشركين من أهل مكة