وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وجملة ( إن فرعون وهامان ) إلى آخرها في موضع العلة لجملة ( ليكون لهم عدوا وحزنا ) أي قدر الله نجاة موسى ليكون لهم عدوا وحزنا لأنهم كانوا مجرمين فجعل الله ذلك عقابا لهم على ظلمهم بني إسرائيل وعلى عبادة الأصنام .
والخاطئ : اسم فاعل من خطئ كفرح إذا فعل الخطيئة وهي الإثم والذنب قال تعالى ( ناصية كاذبة خاطئة ) . ومصدره الخطء بكسر الخاء وسكون الطاء . وتقدم في قوله تعالى ( إن قتلهم كان خطئا كبيرا ) في الإسراء . وأما الخطأ وهو ضد العمد ففعله أخطأ فهو مخطئ قال تعالى ( ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم ) فعلى هذا يتعين أن الفصحاء فرقوا الاستعمال بين مرتكب الخطيئة ومرتكب الخطأ وعلى التفرقة بين أخطأ وخطئ درج نفطويه وتبعه الجوهري والحريري .
وذهب أبو عبيد وابن قتيبة إلى أن اللفظين مترادفان وأنهما لغتان وظاهر كلام الزمخشري هنا أنه جار على قول أبي عبيد وابن قتيبة فقد فسر هذه الآية بالمعنيين وقال في الأساس " أخطأ في الرأي وخطئ إذا تعمد الذنب . وقيل هما واحد " .
ويظهر أن أصلهما لغتان في معنى مخالفة الصواب عن غير عمد أو عن عمد ثم غلب الاستعمال الفصيح على تخصيص أخطأ بفعل على غير عمد وخطئ بالإجرام والذنب وهذا الذي استقر عليه استعمال اللغة . وإن الفروق بين الألفاظ من أحسن تهذيب اللغة .
فأما محمل الآية هنا فلا يناسبه إلا أن يكون ( خاطئين ) من الخطيئة ليكون الكلام تعليلا لتكوين حزنهم منه بالأخارة . وتقدم ذكر هامان آنفا .
( وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون [ 9 ] ) A E يدل الكلام على أن الذين انتشلوه جعلوه بين ايدي فرعون وامرأته فرقت له امرأة فرعون وصرفت فرعون عن قتله بعد أن هم به لأنه علم أن الطفل ليس من أبناء القبط بلون جلوته وملامح وجهه وعلم أنه لم يكن حمله النيل من مكان بعيد لظهوره أنه لم يطل مكث تابوته في الماء ولا اضطرابه بكثرة التنقل فعلم أن وقعه في التابوت لقصد إنجائه من الذبح . وكان ذلك وقت انتشاله من الماء وإخراجه من التابوت . وكانت امرأة فرعون امرأة ملهمة للخير وقدر الله نجاة موسى بسببها . وقد قال تعالى في شأنها ( وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الحنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) وهي لم تر عداوة موسى لآل فرعون ولا حزنت منه لأنها انقرضت قبل بعثة موسى .
وامرأة فرعون سميت آسية كما في الحديث المروي عن النبي A " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون " ويفيد قولها : ذلك أن فرعون حين رآه استحسنه ثم خالجه الخوف من عاقبة أمره فلذلك أنذرته امرأته بقولها ( قرة عين لي ولك لا تقتلوه ) .
وارتفع ( قرة عين ) على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هذا الطفل . وحذفه لأنه دل عليه حضوره بين أيديهم وهو على حذف مضاف أي هو سبب قرة عين لي ولك .
و " قرة العين " كناية عن السرور وهي كناية ناشئة عن ضدها وهو سخنة العين التي هي أثر البكاء اللازم للأسف والحزن فلما كني عن الحزن بسخنة العين في قولهم في الدعاء بالسوء : أسخن الله عينه . وقول الراجز : .
أوه أديم عرضه وأسخن ... بعينه بعد هجوع الأعين أتبعوا ذلك بأن كنوا عن السرور بضد هذه الكناية فقالوا : قرة عين وأقر الله عينه فحكى القرآن ما في لغة امرأة فرعون من دلالة على معنى المسرة الحاصلة للنفس ببليغ ما كنى به العرب عن ذلك وهو " قرة عين " ومن لطائفه في الآية أن المسرة المعنية هي مسرة حاصلة من مرأى محاسن الطفل كما قال تعالى ( وألقيت عليك محبة مني )