وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

والفرح : شدة المسرة أي راضون جذلون بأنهم اتخذوا طريقتهم في الدين . والمعنى : أنهم فرحون بدينهم عن غير دليل ولا تبصر بل لمجرد العكوف على المعتاد وذلك يومئ إليه ( لديهم ) المقتضي أنه متقرر بينهم من قبل أي بالدين الذي هو لديهم فهم لا يرضون على من خالفهم ويعادونه وذلك يفضي إلى التفريق والتخاذل بين الأمة الواحدة وهو خلاف مراد الله ولذلك ذيل به قوله ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة ) . وقديما كان التحزب مسببا لسقوط الأديان والأمم وهو من دعوة الشيطان التي يلبس فيها الباطل في صورة الحق .
والحزب : الجماعة المجتمعون على أمر من اعتقاد أو عمل أو المتفقون عليه .
( فذرهم في غمرتهم حتى حين [ 54 ] ) انتقال بالكلام إلى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم . وضمير الجمع عائد إلى معروف من السياق وهم مشركو قريش فإنهم من جملة الأحزاب الذين تقطعوا أمرهم بينهم زبرا أو هم عينهم : فمنهم اتخذ إلهه العزى . ومنهم من اتخذ مناة ومنهم من اتخذ ذا الخلصة إلى غير ذلك .
والكلام ظاهره المتاركة والمقصود منه الإملاء لهم وإنذارهم بما يستقبلهم من سوء العاقبة في وقت ما . ولذلك نكر لفظ ( حين ) المجعول غاية لاستدراجهم أي زمن مبهم كقوله ( لا تأتيكم إلا بغتة ) .
والغمرة حقيقتها : الماء الذي يغمر قامة الإنسان بحيث يغرقه . وتقدم في قوله تعالى ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت ) في سورة الأنعام . وإضافتها إلى ضميرهم باعتبار ملازمتها إياهم حتى قد عرفت بهم وذلك تمثيل الحال اشتغالهم بما هم فيه من الازدهار وترف العيش عن التدبر فيما يدعوهم إليه الرسول لينجيهم من العقاب بحال قوم غمرهم الماء فأوشكوا على الغرق وهم يحسبون أنهم يسبحون .
( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين [ 55 ] نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون [ 56 ] ) الأشبه أن تكون هذه الجملة بدل اشتمال من جملة ( فذرهم في غمرتهم حتى حين ) باعتبار أن جملة ( فذرهم ) تشتمل على معنى عدم الاكتراث بما هم فيه من الأحوال التي ألهتهم عن النظر في دعوة الإسلام وغرتهم بأنهم بمحل الكرامة على الله بما خولهم من العزة والترف وما تشتمل عليه من التوعد بأن ذلك له نهاية ينتهون إليها وأن الله أعطاهم ما هم فيه زمن النعمة استدراجا لهم . وهذا كقوله تعالى ( وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا ) وقوله ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ) .
والاستفهام في ( أيحسبون ) إنكاري وتوبيخ على هذا الحسبان سواء كان هذا الحسبان حاصلا لجميع المشركين أم غير حاصل لبعض لأن حالهم حال من هو مظنة هذا الحسبان فينكر عليه هذا الحسبان لإزالته من نفسه أو لدفع حصوله فيها .
و ( أنما ) هنا كلمتان ( أن ) المؤكدة ( وما ) الموصوله وكتبتا في المصحف متصلتين كما تكتب ( إنما ) المكسورة التي هي أداة حصر لأن الرسم القديم لم يكن منضبطا كل الضبط وحقها أن تكتب مفصولة .
والإمداد : إعطاه المدد وهو العطاء . و ( من مال وبينين ) بيان ل ( ما ) الموصولة .
والمسارعة : التعجيل وهي هنا مستعارة لتوخي المرغوب والحرص على تحصيله . وفي حديث عائشة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ( ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ) أي يعطيك ما تحبه لأن الراغب في إرضاء شخص يكون متسارعا في إعطائه مرغوبه ويقال : فلان يجري في حظوظك . ومتعلق ( نسارع ) محذوف تقديره : نسارع لهم به أي بما نمدهم به من مال وبنين . وحذف لدلالة ( نمدهم به ) عليه .
وظرفية ( في ) مجازية . جعلت ( الخيرات ) بمنزلة الطريق يقع فيه المسارعة بالمشي فتكون ( في ) قرينة مكنية . وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى ( يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ) وقوله ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ) كلاهما في سورة العقود وقوله إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ) في سورة الأنبياء .
والخيرات : جمع خير بالألف والتاء وهو من الجموع النادرة مثل سرادقات .
وقد تقدم عند قوله تعالى ( وأولئك لهم الخيرات ) في سورة براءة وتقدم في سورة الأنبياء .
و ( بل ) إضراب عن المظنون لا على الظن كما هو ظاهر بالقرينة أي لسنا نسارع لهم بالخيرات كما ظنوا بل لا يشعرون بحكمة ذلك الإمداد وأنها لاستدراجهم وفضحهم بإقامة الحجة عليهم .
A E