وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقوله ( إني بما تعملون عليم ) تحريض على الاستزادة من الأعمال الصالحة لأن ذلك يتضمن الوعد بالجزاء عنها وأنه لا يضيع منه شيء فالخبر مستعمل في التحريض .
( وأن هذه أمتكم أمة وحدة وأنا ربكم فاتقون [ 52 ] ) يجوز أن تكون الواو عاطفة على جملة ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات ) الخ فيكون هذا مما قيل للرسل . والتقدير : وقلنا ( لهم إن هذه أمتكم أمة واحدة ) الآية . ويجوز أن تكون عطفا على قصص الإرسال المبدوءة من قوله ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه ) لأن تلك القصص إنما قصت عليهم ليهتدوا بها إلى أن شأن الرسل منذ ابتداء الرسالة هو الدعوة إلى توحيد الله بالإلهية . وعلى هذا الوجه يكون سياقها كسياق آية سورة الأنبياء ( إن هذه أمتكم أمة واحدة ) الآية .
وفي هذه الآية ثلاث قراءات بخلاف آية سورة الأنبياء . فتلك اتفق القراء على قراءتها بكسر همزة ( إن ) . فأما هذه الآية فقرأ الجمهور ( وأن ) بفتح الهمزة وتشديد النون فيجوز ان تكون خطابا للرسل وأن تكون خطابا للمقصودين بالنذارة على الوجهين وفتح الهمزة بتقدير لام كي متعلقة بقوله ( فاتقون ) عند من لا يرى وجود الفاء فيه مانعا من تقديم معموله أو متعلقة بمحذوف دل عليه ( فاتقون ) عند من يمنع تقديم المعمول على العامل المقترن بالفاء كما تقدم في قوله تعالى ( فإياي فارهبون ) في سورة البقرة .
والمعنى عليه : ولكون دينكم دينا واحدا لا يتعدد فيه المعبود . وكوني ربكم فاتقون ولا تشركوا بي غيري خطابا للرسل والمراد أممهم أو خطابا لمن خاطبهم القرآن .
وقرأه عاصم وحمزة والكسائي وخلف بكسر همزة ( إن ) وتشديد النون فكسر همزة ( إن ) إما لأنها واقعة في حكاية القول على الوجه الأول وإما لأنها مستأنفة على الوجه الثاني . والمعنى كما تقدم في معنى قراءة الجمهور .
وقرأ بن عامر بفتح الهمزة وتخفيف النون على أنها مخففة من ( أن ) المفتوحة واسمها ضمير شأن محذوف وخبرها الجملة التي بعدها . ومعناه كمعنى قراءة الجمهور سواء .
واسم الإشارة مراد به شريعة كل من الأنبياء أو شريعة الإسلام على الوجهين في المخاطب بهذه الآية .
وتأكيد الكلام بحرف ( إن ) على القراءات كلها للرد على المشركين من أمم الرسل أو المشركين المخاطبين بالقرآن .
وتقدم تفسير نظيرها في سورة الأنبياء ؛ إلا أن الواقع هنا ( فاتقون ) وهناك ( فاعبدون ) فيجوز أن الله أمرهم بالعبادة وبالتقوى ولكن حكي في كل سورة أمرا من الأمرين ويجوز أن يكون الأمران وقعا في خطاب واحد فاقتصر على بعضه في سورة الأنبياء وذكر معظمه في سورة المؤمنين بحسب ما اقتضاه مقام الحكاية في كلتا السورتين . ويحتمل أن يكون كل أمر من الأمرين : الأمر بالعبادة والأمر بالتقوى قد وقع في خطاب مستقل تماثل بعضه وزاد الآخر عليه بحسب ما اقتضاه مقام الخطاب من قصد إبلاغه للأمم كما في سورة الأنبياء أو من قصد اختصاص الرسل كما في سورة المؤمنين . ويرجح هذا أنه قد ذكر في سورة المؤمنين خطاب الرسل بالصراحة .
وأياما كان من الاحتمالين فوجه ذلك أن آية سورة الأنبياء لم تذكر فيها رسالات الرسل إلى أقوامهم بالتوحيد عدا رسالة إبراهيم في قوله ( ولقد آتينا إبراهيم رشده ) ثم جاء ذكر غيره من الرسل والأنبياء مع الثناء عليهم وطال البعد بين ذلك وبين قصة إبراهيم فكان الأمر بعبادة الله تعالى أي إفراده بالعبادة الذي هو المعنى الذي اتحدت فيه الأديان . أولى هنالك لأن المقصود من ذلك الأمر أن يبلغ إلى أقوامهم فكان ذكر الأمر بالعبادة أولى بالمقام في تلك السورة لأنه الذي حظ الأمم منه أكثر . إذ الأنبياء والرسل لم يكونوا بخلاف ذلك قط فلا يقصد أمر الأنبياء بذلك إذ يصير من تحصيل الحاصل إلا إذا أريد به الأمر بالدوام .
A E