وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

A E واعلم أن كلمة ( تترى ) كتبت في المصاحف كلها بصورة الألف في آخرها على صورة الألف الأصلية مع أنها في قراءة الجمهور ألف تأنيث مقصورة وشأن ألف التأنيث المقصورة أن تكتب بصورة الياء مثل تقوى ودعوى فلعل كتاب المصاحف راعوا كلتا القراءتين فكتبوا الألف بصورتها الأصلية لصلوحية نطق القارئ على كلتا القراءتين . على أن أصل الألف أن تكتب بصورتها الأصلية وأما كتابتها في صورة الياء حيث تكتب كذلك فهو إشارة إلى أصلها أو جواز إمالتها فخولف ذلك في هذه اللفظة لدفع اللبس .
ومعنى الآية : ثم بعد تلك القرون أرسلنا رسلا أي أرسلناهم إلى أمم أخرى لأن إرسال الرسول يستلزم وجود أمة وقد صرح به في قوله ( كلما جاء أمة رسولها كذبوه ) . والمعنى : كذبه جمهورهم وربما كذبه جميعهم .
وفي حديث ابن عباس عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد... " الحديث .
وإتباع بعضهم بعضا إلحاقهم بهم في الهلاك بقرينة المقام وبقرينة قوله ( وجعلناهم أحاديث ) أي صيرناهم أحدوثات يتحدث الناس بما أصابهم . إنما يتحدث الناس بالشيء الغريب النادر مثله . والأحاديث هنا جمع أحدوثة وهي اسم لما يتلهى الناس بالحديث عنه . ووزن الأفعولة يدل على ذلك مثل الأعجوبة والأسطورة .
وهو كناية عن إبادتهم فالمعنى : جعلناهم أحاديث بائدين غير مبصرين .
والقول في ( فبعدا لقوم لا يؤمنون ) مثل الكلام على ( فبعدا للقوم الظالمين ) ؛ إلا أن الدعاء نيط هنا بوصف أنهم لا يؤمنون ليحصل من مجموع الدعوتين التنبيه على مذمة الكفر وعلى مذمة عدم الإيمان بالرسل تعريضا بمشركي قريش على أنه يشمل كل قوم لا يؤمنون برسل الله لأن النكرة في سياق الدعاء تعم كما في قول الحريري : " يا أهل ذا المغنى وقيتم ضرا " .
( ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطن مبين [ 45 ] إلى فرعون وملإيه فاستكبروا وكانوا قوما عالين [ 46 ] فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون [ 47 ] فكذبوهما فكانوا من المهلكين [ 48 ] ) الآيات : المعجزات وإضافتها إلى ضمير الجلالة للتنويه بها وتعظيمها . والسلطان المبين : الحجة الواضحة التي لقنها الله موسى فانتهضت على فرعون وملئه . والباء للملابسة أي بعثناه ملابسا للمعجزات والحجة .
وملأ فرعون : أهل مجلسه وعلماء دينه وهم السحرة . وإنما جعل الإرسال إليهم دون بقية أمة القبط لأن دعوة موسى وأخيه إنما كانت خطابا لفرعون وأهل دولته الذين بيدهم تصريف أمور الأمة لتحرير بني إسرائيل من استعبادهم إياهم قال تعالى ( فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم ) . ولم يرسلا بشريعة إلى القبط . وأما الدعوة إلى التوحيد فمقدمة لإثبات الرسالة لهم .
وعطف ( فاستكبروا ) بفاء التعقيب يفيد أنهم لم يتأملوا الدعوة والآيات والحجة ولكنهم أفرطوا في الكبرياء فالسين والتاء للتوكيد أي تكبروا كبرياء شديدة بحيث لم يعيروا آيات موسى وحجته أذنا صاغية .
وجملة ( وكانوا قوما عالين ) معترضة بين فعل ( استكبروا ) وما تفرع عليه من قوله ( فقالوا ) في موضع الحال من فرعون وملئه أي فاستكبروا بأن أعرضوا عن استجابة دعوة موسى وهارون وشأنهم الكبرياء والعلو أي كان الكبر خلقهم وسجيتهم . وقد بينا عند قوله تعالى ( لآيات لقوم يعقلون ) من سورة البقرة أن إجراء وصف على لفظ ( قوم ) أو الإخبار بلفظ ( قوم ) متبوع باسم فاعل إنما يقصد منه تمكن ذلك الوصف من الموصوف بلفظ ( قوم ) أو تمكنه من أولئك القوم . فالمعنى هنا : أن استكبارهم على تلقي دعوة موسى وآياته وحجته إنما نشأ عن سجيتهم من الكبر وتطبعهم . فالعلو بمعنى التكبر والجبروت . وسيجيء بيانه عند قوله ( إن فرعون علا في الأرض ) في سورة القصص .
A E